غادرا
مكان الحفل على وقع الزغاريد و التهليلات مُيَمِّمَيْن غرفتهما
بالطابق الرابع ، بينما عاد مَنْ لم ينصرف بَعدُ من المدعوين للرقص على إيقاع
الأغاني التي تؤديها فرقة شعبية مشهورة دفعا الكثير لتُنَشط حفلَ
زفافهما ...دخلا الغرفة التي طالتها لمساتٌ إضافيةٌ لتكون في مستوى المناسبة
على مهل، أخيـــرا سيجمعهما سقف واحــد دون خــــوف وآن الأوان لأجراس الفرح
أن تقرع ...
استيقظ عبد الله على
وقع حركة عمال النظافة بالفندق ، غادر الفراش بهدوء حتى لا يفسد على عروسه الغارقة
في نوم عميق أحلامها...ارتدى عباءته الناعمة ، و قصد شرفة الغرفة
ليستنشق بعض نسيم الصباح ،استهواه منظر المدينة التي بدأت الحياة تعود إليها رويدا
رويدا ، فحاول تحديد موقع بيته البعيد دون جدوى ، جلس على أحد المقعدين الجلديين
اللذين وضعا هناك خصيصا ، وبدأ يسترجع تفاصيل حلم ليلة عمره الثانية ،
فقد رأى مما يرى النائم السعيد " أنه قصد بيته في اليوم الموالي فوجد
نفسه يقف صاغرا مطأطأ الرأس أمام سيل لوم و عتاب زوجته الأولى التي قاسمته أيام الفقر و المحن ، و هو يفك لغز
توقيعها وثيقة قبولها بزواجه