الثلاثاء، 28 مايو 2013

يوم بلون الدم و طعم اللامبالاة (1)



 في هذه التدوينة سأحكي لكم قصة مواطن مغربي بسيط عاش يوما عصيبا بلون الدم و طعم اللامبالاة  ، و سأنقلها كما رواها لي لاعتقادي الراسخ أنها قصة مواطنين كثيرين يوميا ...

الزمان: 16 أبريل 2013
المكان : أكــــدز ، مستشفى سيدي احساين بورززات ....
" ... أدرت محرك السيارة حوالي الساعة السادسة صباحا ،فالوجهة اليوم مستشفى سيدي احساين بورززات لأجراء إحدى قريباتي  لتحليلات  للدم مرتبطة بالحمل ،وهو ما يستلزم  التواجد هناك مبكرا  قبل نفاد الأرقام المحددة لكل يوم حسب ما إفادة  الممرضة  المسؤولة قبل حوالي شهر ، بعد اعتذرت لي  بوصولي  متأخرا و قد نفد العدد المحدد في (30)..

الأحد، 12 مايو 2013

" لَستُ على ما يُرَام ..."

   انهمك كالعادة في تلقي مكالمات الأطفال الصغار للإجابة على سؤال حلقة ذلك اليوم من برنامجه الإذاعي الصباحي ، إجابات  متشابهة تقرأ بعفوية موسومة ببراءة الأطفال ...
يبدأ الاتصال عادة باستفسار الطفل عن حالته، ليتلقى الإجابة المعتادة :" الحمد لله عمي " تلك العبارة التي تذكرني بذلك السلوك البديل الذي يحاول  بعض الآباء  من خلاله اليوم ، تربية أبنائهم على احترام  الأكبر منهم سنا  بعد أن قلت بل اندثرت هذه القيمة، بِحَثِّهم على مناداة الأكبر سنا إن كان ذكرا  ب " عمي"  و إن كانت أنثى ب " خالتي "....
و بعد مكالمات عدة جاءت مكالمة طفلة بصوت خافت ونبرة حزينة ...
كيف حالك ابنتي ...؟ (يذكر اسمها فهو يعرف اسمها من اتصالاتها المتكررة بالإذاعة على ما يبدو ) انتظر الإجابة المعتادة ليطلب منها قراءة إجابتها  كالمعتاد ، فإذا بالطفلة تجيبه : " لست على ما يرام عمي "... تفاجأ المذيع و سألها : ما بك ابنتي ...؟ منتظرا أن ترد :  مريضة عمي، فقدت عزيزا ، مشكل في المدرسة ، خلاق مع صديقتي.... فإذا بها تجيب :
" انا لست على ما يرام بسبب واقع الأمة اليوم "  و خاصة ما يجري في سوريا وفلسطين"
فاجأت الإجابة المذيع و بعثرت  أوراقه  فعجز لسانه عن مسايرة إيقاع كلمات الطفلة التي فاقت سنها بكثير ...
 أثنى على موقفها ببرودة ليطلب منها الإجابة ، لاشك أنه استحضر سلطة الرقيب ...

    سواء  أكان ذلك موقف الطفلة أم أوحي به لها ممن أعد لها الإجابة ، فإن موقفها اللافت هذا يدعونا للتساؤل كيف سيكون حال و مصير الأمة الإسلامية، لو استيقظنا يوما جميعا كمسلمين  و كان لكل منا  موقف هذه الطفلة  عن قناعة  راسخة " لست على ما يرام " ؟؟؟؟
    أترك لكم الإجابة و أقول بدوري" لست على ما يرام "....

السبت، 4 مايو 2013

و رحل " حســــن " فهل نعتبر..؟

    لا شك أن كل من يرحل عنا إلى دار البقاء يؤثر فينا كثيرا ، و رغم إيماننا بقضاء الله وقدره يخلف بعضهم في أنفسنا جرحا عميقا   ....
   حسن شاب في بداية العشرينات من عمره ، حسن الخلق ، مهدب السلوك ، طيب و حيي ولد وترعرع وتابع دراسته الابتدائية بقرية صغيرة باكدز ،و أنهى دراسته بامتياز بمدينة الدار البيضاء  ليحظى  بوظيفة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي CNSS..سعدت الأسرة بالخبر أيما سعادة كيف لا و قد اختار أن يعمل بوكالة قريبة من مسقط رأسه  شيئا ما  ليخدم بني جلدته ....بعد فترة التكوين بالبيضاء  وقبيل التحاقه الرسمي بمقر عمله بزاكورة ..كان عليه قضاء فترة تدريب قصيرة بمدينة اكادير ...
    بينما لا تزال مشاعر الفرحة تغمر الاسرة و هي تنتظر التحاقه بمقرعمله "يوم 2 ماي 2013 " حلت الفاجعة بغتة ، سبحانك يا الله يا من يقول للشيء كن فيكون ، و من جعلت أمر الموت بيدك و سويت بين الفقير والغني في الانصياع له في أي وقت دون علم ولا مشورة....
    يوم السبت 27 ابريل 2013  وعقب صلاة المغرب و قبل مغادرة المسجد كان هاتفي المحمول يرن ،أنها مكالمة من أخيه الأكبر  " حسن في ذمة الله  عزاؤنا وعزاؤكم واحد " ...إنا لله و إنا إليه راجعون وكيف ؟ " لقد غرق في مسبح الإقامة التي نزل بها مند حلوله بمدينة أكادير "...نزل الخبر على الجميع كالصاعقة ،..وبدت.آثار الصدمة  على وجوه الجميع ،و إن أذعنوا  لقضاء الله و قدره الذي أخذ ما أعطى...  اتجهت رفقة والده وأخيه نحو  مدينة أكادير ساعات بعد ذلك لاحضار جثمانه.. وكان علي السياقة ليلا لمسافة طويلة لأول مرة ، مقطع لا بأس به من الطريق شديد الصعوبة ،حاربت الخوف الذي اعتراني  أول الأمر فالسفر ليلا يقتضي التجربة و النوم نهارا ، و توكلت على الله وقد  أبعد هول الصدمة النوم عن جفوني ....
 و صلنا إلى مدينة أكادير حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا ، و بمقر الإقامة مسرح الحادث الأليم كان الموقف مهيبا و وقع الفاجعة واضحا على محيى المسؤولين و العمال و بعض النزلاء ، الكل يواسي و يشيد بأخلاق الفقيد و يثني عليه ، لم تكن الرواية التي سمعناها من أكثر من واحد هناك  كما تصورناها جميعا بعد سماع الخبر، : إنه الأجل ... فالفقيد كان دائم السباحة في هذا المسبح و المسبح جد عادي ....قيل إنه كان يتحدث كثيرا عن الموت في الأيام الأخيرة ، وأنه كانوا يدعو من معه لفعل الخير والتفكير في الآخرة .... و قيل إنه قال :"  إني متعب و يجب أن أرحل ...."  التحق بنا عدد من ؟أفراد العائلة و الأقارب من البيضاء و اكادير .و مسؤولون عن  الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بألمدينة...تضافرت جهود الجميع لاستكمال الإجراءات القانونية رغم أنه يوم الاحد  وفي وقت قياسي .. مما خفف كثيرا من وقع الصدمة، مقارنة مع حالات مماثلة شهدتها سابقا ضاعف فيها تعقيد المساطر الإدارية  آلام و أحزان ذوي الفقيد....
  كـــم كانت لحظة غسل جثمان الفقيد و تكفينه مؤثرة ، شاب في مقتبل العمر ببنية جسمانية ما شاء الله ، سليم من أي مرض ظاهر ممدد على سرير و الى جانبه آخرون ..أين أنت  يا من أعرضت عن ربك مغترا بمالك أو صحتك أو جاهك أو جمالك ..؟ لترى مصيرك و تتأكد أن الموت ليس حكرا على كبار السن و المرضى و الفقراء، إنه قريب مني ومنك   ...فتذكر ....
     حوالي الساعة الواحدة بعد الزوال انطلق موكب الجنازة في اتجاه البلدة ....ليصل حوالي السابعة و صلاة المغرب ، حيث ووري الفقيد الثرى في جو مهيب .....
رافق جثمان الفقيد مسؤولون عن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بأكادير  الذين أبوا إلا مرافقة جثمانه إلى مثواه الأخير كما حضر مسؤولو فرع زاكورة ، وجه آخر للإدارة خفف عن الأسرة و  أنساني  أنا شخصيا الصورة  القاتمة للإدارة المغربية التي لطالما كتبت عنها.، .تعزز بعد يوم  بقدوم  المدير المركزي للموارد البشرية و آخرين من الدار البيضاء  و ورززات  لمواساة الأسرة .....أشادوا جميعا بخصال الفقيد و ذكائه منذ لحظة تقدمه للمباراة....
 و أشهدكم أنه إذا كانت زيارة وزير أو موظف سام ، لموظف بسيط أو أسرته في قرية نائية جدا،  قاطعا مئات الكيلومترات  مما يعتبره البعض  شعبوية  فأنا شعبوي شعبوي شعبوي حتى النخاع....
    و إذا كانت العائلة قد  تأثرت بوفاة حسن رحمه الله و تقبله في الشهداء والصالحين ، إذ فقدت فيه شابا من خيرة أبنائها على جميع الأصعدة و كانت تعلق عليه آمالا كثيرة ، وكان للكلمات التي تركها على مذكرته قبل أيام من وفاته و التي يحاسب فيها نفسه و يعقد العزم على المواظبة على الصلوات  في أوقاتها  وقع كبير على نفسي و تضاعف بعد عودتي إلى صفحته على الفايس بوك لأجده قد شارك دعاء يوم 19 ابريل 2013 يؤكد ذلك يقول "  اللهم إني أشتاق لرؤياك و لكني مازلت أعصاك ،فنقني وطهرني قبل أن أعصاك ."و كأني به قد استشعر اقتراب أجله ، فكان لا بد من وقفة للمحاسبة و التوبة رغم أن جميع من عاشروه أكدوا  مواظبته على الصلاة ....
   ما أصعب فراقك يا حسن فقد كنت نعم الشاب خلقا و أدبا و سلوكا و قبل ان تتذوق أسرته طعم ثمرته، لكن ما عساي أقول  وما عساك تقولين أيتها الخالة العزيزة الثكلى غير ما أوصى به رسولنا الكريم : " اللهم أجرني في مصيبتي و أخلفني خيرا منها "، و إنا لله و إنا إليه راجعون ....
      رحل حسن  و لم يكن مريضا و لا عليلا و لا كبيرالسن فهل تعتبر أيها الغني و أنت أيها الشاب القوي الوسيم و أنت يا صاحب المنصب الرفيع ......؟
  رحمك الله و أسكنك فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء و حسن أولئك رفيقا.وألهمنا الصبر والسلوان و هدانا للاعتبار بموتك...آمين آمين ...
 وجزى الله خيرا كل من واسى الأسرة و قدم لها الدعم النفسي اللازم من الأهالي و غيرهم و أخص بالدكر أسرة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي  دون استثناء....

الخميس، 2 مايو 2013

لقطات و سؤال الحقيقة ؟

 -    على الأثير :

 1-  إقتلاع الأسنان
"""""""""""""""""""""""""
المستمع عبر الهاتف : سيدي هناك مواطنون لا يزالون يقصدون الحجام  لاقتلاع Hسنانهم ب 20 درهما.
المذيع : هناك غياب تام للوعي لدى كثير من المواطنين ، رغم وجود اطباء اسنان يقتلعون الاسنان ب 200 درهم يختارون الحجام أو صانع الأسنان الذي لن يطالب إلا ب 20 أو 30 درهما متجاهلين المخاطر الصحية التي تهددهم .....

أمر مؤسف جدا يدي 
*****
الحقيقة المغيبة: الأمر لا يتعلق بغياب الوعي و لا الجهل يا سيدي ،  إنه ثقب الجيب = الفقر و ما أدراك ما الفقر من ذا الذي يكره خدمات صحية راقية ؟......


2- وصفات  خمس نجوم "
"""""""""""""""""""""""""""
المذيعة (مقدمة برنامج للطبخ) : الحاجة قلت إنك متابعة باستمرار لبرامج الطبخ على قناتنا
الحاجة : أجل ابنتي دائما.....
المذيعة :(موجهة كلامها للحاج) و هل تُحَضِر لكم الحاجة أكلات انطلاقا مما تشاهده ؟
الحاجة : لا لا لا ابنتي أنا فقط أتابع ،نحن كبيرات السن لا نثقن مثل هذه الوصفات الحديثة ...
 ******
  الحقيقة المغيبة  :  و بصوت عال : مقادير وصفاتك ابنتي تسيل لعابنا هذه حقيقة لا غبار عليها ، لكنها  فوق طاقتنا ،كيف سنعدها  و نحن  نوفر الحد الأدنى من ضروريات العيش بصعوبة بالغة....

 -  في مستشفى مغربي:
""""""""""""""""""""""""""
المريض (قادم من منطقة تبعد عن المستشفى بأكثر من 100 كلم):
السلام عليكم اريد من فضلك اجراء تحليلات للدم
الممرضة بعد ان تتفحص الورقة التي تسلمتها : للأسف جئت متأخرا انتهى العدد المحدد من المرضى يوميا .....أو تحتاج موعدا .....
المريض : من فضلك أنا قادم من بلدة بعيدة جدا ...
الممرضة (وهي تهم بالانصراف): هذا هو القانون..(ما عندي مانير ليك)
المريض : أرجوك أنا فقير و لايمكنني المبيث هنا إلى الغد ....
الممرضة : هذا هو القانون ،  أنتم تريدون القانون و هذه نتيجة القانون  ....
*******
الحقيقة المغيبة  : سامحيني أيتها الممرضة التي ليس لك منها غير الاسم  :" الله إلْعَن لِي ما يَحْشَمْ" عشرة دراهم في  الدفتر ،  أو وساطة أحدهم كانت ستظهر المعنى الحقيقي للقانون بالنسبة إلى أمثالك ، و في وجهك شاهد من الخبر ......

فمتى نستعيد قلوبنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟