غادرنا دمنات و في نفسي شوق الى مزيد من الوقت لاكتشاف كل شبر فيها و التعرف إلى اهلها أكثر ، كيف وقد
ظلت الرغبة في عدم سماع أو تسجيل أي انطباع سيء عن المدينة واهلها مخيمة على
تفكيري طوال مقامنا بها... في مخرج
المدينة جهة " تنانت " استوقفتنا يافطة الترحيب بالزوار التي لم
نعاينها في طريق دخولنا اليها ,,,,
كانت الانطلاقة مبكرا نحو شلالات أوزود بعد التزود
ببعض المعلومات عن الطريق و طبيعتها ، دامت الرحلة زهاء ساعتين في
طريق معبدة قليلة المرتفعات متوسطة الجودة ،
التففنا بعدها جهة اليسار في
اتجاه شلالات أزود و قبيل الوصول صادفنا اطفالا على جنبات الطريق يلوحون بأكياس
اللوز الصغيرة للبيع ، و على بعد كيلومتر من الشلالات كانت ملامح مركز
جميل بادية للعيان فالطريق تحسنت ناهيك عن نظافتها و طبيعة المباني ....
حينها ظهر نموذج آخر سنتعامل معه كثيرا بعد اليوم إنهم الملوحون بمفاتيح شقق
الكراء ... و خلافا لما كان عليه الامر ب " امي نفري" سرعان ما اتفقنا مع أحدهم على استئجار شقة واسعة
و مفروشة ب 200 درهم لليلة دون أي شرط بخصوص عدد الافراد...
تسلمنا مفاتيح الشقة و اتجهنا صوب الشلالات مباشرة ، كان
أمر ركن السيارة ميسرا هناك في أماكن خاصة غير مجهزة و مقابل 10
دراهم على ما أذكر ، اتجهنا بعدها لأحد المقاهي لتناول وجبة الافطار وكانت على
ايقاع الفلكلور المحلي الممزوج بروح الفكاهة ، فتارة تصير امرأة هنا موضوع المدح و
تارة رجل و هكذا...
قبل التوجه نحو الشلال
، قمنا بجولة من الاعلى حيث بساتين و أشجار باسقة و مياه اتخذها الاطفال و الفتيان
مسبحا ، بدا منظر الشلال من أعلى جميلا و أخاذا من مواقع لا تخلو من الخطورة
بالنسبة للأطفال في ظل غياب أية مراقبة ،
لكن مشاهدة الناس في الاسفل بين جالس و سابح يجعلك تبحث في لهفة عن الطريق
المؤدية اليه ، و لن يكون غير درج أو سلم إسمنتي شبه ضيق طويل - لن تشعر بطوله إلا وأنت في طريق العودة - تتوقف الحركة به بين الفينة والأخرى جراء الازدحام
الناتج عن كثرة الزوار النازلين و
الصاعدين او لفسح المجال لمرور وسيلة النقل الوحيدة " الحمار" انها
وسيلة نقل المشروبات و المواد الغذائية للمحلات و المقاهي الصغيرة المنتشرة على
جنبات الدرج من اعلاه الى نهايته أمر
يجعلك تتهيأ لدفع ما يطلب منك مهما ارتفع ثمنه ،
يا الهي هنا اكتشف أن الحمير تتسلق الدرج عكس حمير البلدة المختصة في
المنبسطات ، نصل الاسفل أخيرا بعد جهد
جهيد ، لكن منظر الشلال من الاسفل و الرذاذ المتطاير في الاجواء و كذا النسيم
العليل الذي يعم المكان تنسيك التعب و كل
الهموم، نستسلم لالتقاط الصور بنهم كبير
فرحة الابناء لا تصدق و هم يعانقون منظرا كثيرا ما صادفهم بين دفات الكتب المدرسية
او على شاشة التلفاز ،
منظر سقوط الشباب من امكنة عالية ملتحفين العالم الوطني
لجلب الانظار يزيد المشهد جمالا و إثارة ....
بينما
نحن في غمرة الفرح و الانتشاء تفاجأنا بمنظر مسارعة شبان لإنقاذ رجل من الغرق ، لا ادري كيف سمحت له نفسه بالسقوط و
هو لا يثقن السباحة ، و ان كانت البحيرة مكتظة بالأطفال و الشباب، تذكرنا حوادث
مماثلة بنهر دعة ارتعدت فرائس الآباء الامهات
فزدات التنبيهات و التحذيرات للأبناء ، و تشبث الامهات بأيدي ابنائهن ومنهن من
طالب بالمغادرة فورا ، جمال المكان المكتظ
بالناس ينسي لفح حرارة اشعة الشمس للأوجه
، و يبعد شبح الجوع و الرغبة في مغادرته الى حين ....
تجاوزت الشمس كبد السماء
بكثير فكانت المغادرة لتناول وجبة الغداء ضرورية ، ايجاد مكان قريب من الشلال لاجل
ذلك صعب و مكلف ، و هو أمر طبعي بالنظر لضيق المكان وكثرة الزوار غالبيتهم مغاربة
، و كأن أخذ قسط من الراحة بعد تناول وجبة الغداء بأحد المقاهي حتميا فعدنا الى
الشقة المكتراة ، و كانت العودة ليلا للتجول في
محيط الشلال حيث سوق بيع الملابس
المستعملة ....
و لم يتزامن مقامنا بأي
فعالية أو تظاهرة من شأنها الترويح عن
الزوار حيث كان الهدوء سيد الموقف هدوء لا يكسره
غير أصوات الباعة و الموسيقى
المنبعثة من بعض المقاهي.....بعد وجبة
عشاء خفيفة تمت العودة الى البيت ليخلد
الجميع للراحة و سط سكون لافت يخرقه نباح الكلاب من حين لآخر، استعدادا لمواصلة الرحلة نحو مدينة
أزرو صباحا ...
ملاحظات اليوم الثاني :
مراقبة تحركات الاطفال أثناء زيارة مثل هذه المواقع ضرورية حتى لا تتحول الرحلة
الى كابوس
-
العرض لا باس به بالنسبة للشقق لذلك لابد من التريث و أخذ
الوقت الكافي مما قد يمكنك من الاقامة في ظروف أفضل و ربما بثمن أقل ,,,
يتبع ,,,
التالي : مدينة شلالات ازود الى أزرو

Posted in:
2 التعليقات :
/https://castofshah.com//
Very nice
إرسال تعليق
أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...