الاثنين، 21 أغسطس 2017

رحلة صيف 2016 7- عيون أم الربيع – بحيرة ويوان – عين اللوح




   غادرنا مدينة ازرو صباحا صوب عيون ام الربيع على بعد حوالي 60 كيلومترا  عبر عين اللوح ، مركز حضري بين جبال شامخة  مكسوة كالعادة بأشجار الارز بدت الحركة  غير عادية بكثرة المارة و السيارات .بشارعها الرئيس أو بالأحرى الطريق التي تعبرها  علمنا انها تحتضن مهرجان "احيدوس " ،

  واصلنا الطريق دون توقف و سرعان ما اصبحت الطريق ضيقة و مليئة بالحفر   فانستنا نشوة مشاهدة القردة هنا وهناك ، ومنظر الاشجار الكثيفة مشكلة ممرا فريدا  يصعب ان تجده في مكان آخر ...


   الى ان بلغنا بحيرة " ويوان "  منظرها  مثير و جميل من الاعلى .. انحرفنا عن الطريق جهة اليسار لعشرات الامتار في ممر غير معبد ... فانتهى بنا الامر عند اليافطة التي تحمل بعض المعلومات عن الموقع و بضع " اعشاش"  تهيأ  بها بعض المأكولات و حراس مواقف السيارات غير الموجودة اصلا  ....

     لم يظهر هناك اثر لتهيئة المكان ؛ يفترش من قصدوا  المكان الارض مستغلين ظلال الاشجار المحيطة بالبحيرة  ...بدت المياه متسخة و قد تراجع مستواها فلم يكن المكان بذلك المستوى الذي يحتم عليك البقاء اكثر..فواصلنا مسيرنا نحو عيون ام الربيع و على جنبات الطريق كنا نجد بين حين وأخر اطفالا يطلبون مياه الشرب و آخرين  يعرضون على المارة  الخبز و اكواب الفاكهة للبيع ...و منهم من يعترض طريق السيارات بصورة مستفزة...
 
 قلت كثافة الاشجار و حركة السير و بدت الجبال جافة بشكل اثار استغرابنا و نحنا في قمم جبال الاطلس فتهيأ لنا أننا نتجه صوب مكان مقفر سنجد به انفسنا وحيدين ...و ما أن  اشرفنا عليه من عل حتى تبددت مخاوفنا و بدا عدد السيارات كثيرا و كأننا في شاطيء "عين الذياب "...اول ما عبرنا قنطرة وجدنا رجال الدرك طلبوا منا الالتفاف يمينا نحو ضفة النهر - ندمنا على الخطوة فيما بعد لأنها ابعدتنا عن المنابع كما ان المغادرة ستكون صعبة في حال الخطر- بينما واصل أخرون ...   
ركنا السيارة  فاتجهنا صوب المنابع و كان علينا الصعود وسط عدد كبير من الزوار و البحث عن مكان بجانب المياه...محلات  من القش و القصب مفروشة على امتداد مجرى المياه في اتجاه المنبع ...يكتري القادمون باكرا اقربها إلى المجرى  و منها ما يوفر خدمة الاكل و الاقامة..الأثمنة ابتداء من 50 درهما و من الزوار من يقصد ظلال الأشجار ...اول ما لفت الانتباه ملوحة المياه خلافا لما يتوقعه من ينظر اليها للوهلة الاولى...و ثلاجات فريدة من نوعها حيث حجز المياه في صهاريج صغيرة وملئها بقنينات المشروبات الغازية والفواكه... 
    لا تحلو الجلسة للزائر قبل ان يكتشف مصدر تدفق تلك المياه و كأنك في بوابة سد كبير ...تقترب من سفح الجبل لتجد مغارة هناك  ، و لا تبدو لك المياه فتعود ادراجك قليلا فتظهر لك عيون يتدفق منها الماء في مشهد يجعلك تسبح بالله دون شعور  ما اعظمك يا الله..
 
لا يمل المرء من ذلك المشهد و الرذاذ المتطاير في الاجواء فلا يجد غير التقاط صور للذكرى.. بعيون أكبر نهر بالمغرب " ام الربيع " .
تناولنا وجبة غداء خفيفة أعددنا من قبل ..و فجأة تلبدت السماء بالغيوم و ارعدت و ابرقت و  بدت قطرات المطر تداعب وجوهنا.. بدأ دبيب الخوف و القلق ،  فتعالت الصيحات بالتعجيل بالرحيل قبل ان تفاجئنا امطار عاصفية و السيارات مركونة في الوادي...مما عجل برحيلنا بعد قضاء أوقات جميلة...
في طريق العودة قررنا التوقف عند عين اللوح فكانت المفاجأة حيث غص الشارع بالزوار و الباعة على الارصفة  مساء و اصبح ايجاد مكان لركن السيارة مستحيلا ، اينما توقفت تجد رجال الدرك يحثونك على مواصلة المسير و كلما واصلنا المسير ابتعدنا عن ساحة مهرجان احيدوس  و لم  يتسن لنا الوقوف الا  في مخرج  المدينة ..


فكان علينا بعد اخذ ورد قطع ازيد من كيلومثر  للعودة إلى ساحة  الاحتفال ...ساحة اعدت بها منصة كبيرة تتناوب عليها فرق أحيدوس من مختلف المناطق المجاورة... يحيط بها الناس بين واقف خلف الحواجز الحديدية و محظوظين يجلسون على الكراسي لم يتسن لنا معرفة معيار التمييز ؛ و ان افسحت بعض السلوكات امام اعيننا عن المعيار الاساس.... 
انه المهرجان الذي ينظم بالمدينة كل سنة منذ مدة.....
عدنا و قد أخذ منا العياء مأخذه و خاصة الاطفال و عزاؤنا ان قضينا يوما ممتعا وفريدا....




0 التعليقات :

إرسال تعليق

أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...