الجمعة، 11 أغسطس 2017

رحلة صيف 2016 - 3 : من شلالات أوزود إلى مدينة ازرو


    بعد يوم جميل بشلالات اأوزود كانت الانطلاقة مجددا باكرا في اتجاه مدينة أزرو... مررنا سريعا على مدينة ازيلال و بدا شارعها الرئيسي هادئا و نظيفا ، ولد لدينا انطباعا قويا بجمال هذه المدينة التي لم نسمع عنها من قبل غير قساوة ظروف العيش و كونها منطقة عبور للموظفين تماما كزاكورة... واصلنا الطريق نحو ساعة لنجد انفسنا نشرف على بحيرة سد بين الويدان ، و كان منظرها من الاعلى مثيرا فكان ضروريا التوقف مرات لالتقاط صور لها من زوايا عدة قبل ان نلتف يمينا للاستمتاع بمنظرها ... 

بحيرة بين الويدان
 توقفنا بداية عند البناية البارزة هناك و هي عبارة عن مركب سياحي قبل ان يتقدم حارس و يطلب منا سحب السيارة من المكان لأنه خاص رغم عدم  وجود اي علامة تشوير تفيد ذلك....اتجهنا صوب البحيرة الخالية من الناس صباحا إلا من اصحاب بعض المراكب...التقطنا صورا هناك و عرض علينا القيام بجولة في البحيرة لكننا اعتذرنا لان الطريق امامنا لا تزال طويلة...لم يدم مقامنا بالمكان اكثر من ربع ساعة كانت كافية لنجد امامنا اشخاصا لم نرهم من قبل عندو ولوج البحيرة  يطلبون مقابل ركن السيارة و ان لم تكن بعيدة عنا اصلا...و كان لزاما الدفع تفاديا لكل ما من شأنه تعكير صفو الرحلة...
غادرنا المكان الذي لم يكن في مستوى سمعته من حيث التهيئة و الاهتمام...لنجد انفسنا بعد كيلومتر او اكثر على قنطرة جميلة هي في الاصل بوابة سد بين الويدان ... 
و بعدها مناظر خلابة على ضفتي النهر جبال مكسوة بالأشجار الوافرة الخضرة  و المياه الصافية ... اجتزنا بعدها مرتفعات و منعرجات لم تكن بالحسبان بدت اصعب و اشد من منعرجات تيشكا  التسعينات، و ان كانت الطريق واسعة و متوسطة الجودة ..عرفنا بعد حين اننا في منعرجات " افورار"  افورار التي يرتبط ذكرها بمحطة توليد الكهرباء ...   
مدينة أفورار
و مع نهاية المنعرجات تشرف على عالم آخر يتضح من الوهلة الاولى انه مخالف تماما للعالم الذي كنا فيه ..لم نردتردد في استحضار مقولة الغرب المغرب النافع و غير النافع...مغرب الجبال و الجفاف و الحرارة و قلة الاراضي الصالحة للزراعة ؛و مغرب السهول و المياه الوفيرة....اشكال الضيعات و الحقول ترسم لوحة فنية رائعة الجمال لا يصمد انامها صاحب حس مرهف و لن يمل من التقاط صور تؤرخ للحظة رؤيته هذا المشهد... واصلنا المسير على منحدر طويل لنجد انفسنا على مشارف مدينة افورار توقفنا هناك لدقائق لتناول وجبة الافطار لنستأنف الرحلة من جديد في طريق منبسطة لكن الجديد هو ازدياد عدد المركبات على الطريق الى حين بلوغنا مدينة بني ملال...
درجة الحرارة جد مرتفعة و حركة السير بطيئة بحثنا عن موقع عين اسردون و وجدنا من يدلنا على الطريق بسرعة ..و هنا لابد من الاشارة الى موقف طريف اذ عرضت علينا احدى السيدات مرافقتنا لتدلنا على الطريق فاعتذرنا لها متذرعين بعدم وجود مقعد فارغ في السيارة ،بينما الحقيقة هي استحضار حوادث النصب و الاحتيال في مثل هذه المواقف ...اطلق العنان لسرد قصص من هذا القبيل انستنا تيهنا في دروب مدينة بني ملال بحثا عن منفذ الى العين ذائعة الصيت ؛تيه جعل البعض يلومنا على عدم مرافقة السيدة...و بعد ان أخذ التعب و العرق منا كل مأخذ بسبب ارتفاع درجة الحرارة وجدنا انفسنا أخير في فضاء جميل بمساحات خضراء عالية التهيئة و العناية تبخرت معه كل تلك المعاناة...اشجار الزيتون بظلالها الوارفة و خضرة الارض و جمال ألوان الزهور و ترتيبها تستهوي زوار المكان الكثيرين مياه عذبة تنساب بشكل جميل من الاعلى..مكان جميل لا يمل منه الزائر ،...
لم نجد هناك من يمدنا بمعلومات عن سبب تسمية هذه العين بهذا الاسم " عين اسردون =عين البغل "و بقليل من الملاحظة بدت العين منبثقة من اسفل صخرة على شكل حيوان ؛البغل...مما يوضح السبب المفترض للتسمية..هناك يكون الزائر على موعد مع ظاهرة جديدة اشخاص يقتعدون مكانا قرب العين و امامهم اكواب كثيرة يسقون الناس بالمقابل... زاد متعة المكان حرارة لقاء احد الاصدقاء الاعزاء بهذا المكان قادما من ضواحي المدينة للقائي بعد سنوات من الفراق ....لم يكن المكان يسمح بالمغادرة ولو بقينا فيه اليوم كله لكن طول الطريق التي تنتظر المجموعة عجلت بالرحيل ، و ان ارتفعت درجة الحرارة...
غادرنا المكان في اتجاه مخرج المدينة بسهولة رفقة صديقي ابن المدينة...متجهين  بتوجيه منه نحو زاوية الشيخ اين سنتوقف للاستراحة و تناول وجبة الغداء..بمدخل المدينة دلنا شخص على مكان قال انه رائع و نصحنا ان نتناول به وجبة الغداء ؛ الشارع الرئيسي  دون مستوى سمعة المدينة المعروفة بسوق بيع الماشية الكبير و تؤثثه بعض المقاهي التي تعرض وجبات كثيرة :الدجاج المشوي ؛ الطاجين.... تناولنا وجبة الغداء بإحداها و لمسنا في اصحابها الطيبوبة و حسن الضيافة و ان كنا هناك على موعد مع ظاهرة جديدة "حراسة "مراحيض المقهى و المطالبة بالأداء عند الاستعمال او الوضوء...و في مثل هذه الحالات تكثر المشاحنات و تبادل الاتهامات بالاستغلال و الشح....  
عرجنا بعد ذلك على منتزه "عين تمدا " الذي وجدناه بجانب الطريق المؤدية لمدينة خنيفرة ؛مكان لا يقل روعة عن عين اسردون ،غاص بالزوار تتوسطه قناة مائية واسعة  اتخذها الاطفال مسبحا ..فضاء جميل يبدو انه المتنفس الوحيد لأهل المدينة و ما اروعه من متنفس...غادرناه بعد جولة قصيرة بين جنباته تحت ضغط الوقت متجهين الى أزرو ...مرورا على مدينة خنيفرة التي اكتفينا منها و قد اشرفت الشمس على المغيب، بما رأيناه في شارعها الرئيس..كان لي موعد هناك للقاء صديق قادما من نواحي المدينة و لم يكتب للقاء ان يتم بعد ان وجدنا انفسنا خارج المدينة بحثا عن ملعب المدينة النقطة المحددة للقاء....
كانت   الطريق عموما جيدة و ان لم تكن واسعة بالمستوى المطلوب لتسهيل حركة السير التي تعرقل في نقط كثيرة...بلغنا مدينة ازرو بعد صلاة المغرب و جدنا صديقا عزيزا عمل لمدة طويلة بأكدز ، في انتظارنا ليدلنا على الشقة التي وعدنا باستئجارها و جدنا اناسا طيبين كرماء و كأننا في مدينتا...لنستسلم للنوم بعد رحلة متعبة و غنية استعدادا لمغامرات جديدة....

السابق :  من دمنات إلى شلالات أزود

اللاحق : 4 -  مدينة أزرو ....






حديقة عين اسردون

عين تمدا



0 التعليقات :

إرسال تعليق

أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...