الأربعاء، 21 سبتمبر 2022

إطار" الدعم الاجتماعي" في المؤسسات التعليمية بين الواقع و المأمول- الجزء الثاني

نموذج بعض السلوكات السلبية بالمؤسسات التعليمية

بعد التعرف خلال الجزء الأول على ظروف توظيف اطر الدعم الاجتماعي و بعض ردود الافعال المتباينة واكبت السنة الاولى للفوج الاول نحاول فيما يأتي إزالة بعض أسباب اللبس و الاختلاف ....

 موقع إطار الدعم في المؤسسة :

    نصت  المادة 10 من المرسوم 2.02.376 في شأن النظام الأساسي لمؤسسات التربية و التكوين على أن الإدارة التربوية للثانوية الإعدادية تتكون من : مدير ، حارس أو حراس عامون للخارجية ، حارس عام للداخلية في حال توفر المؤسسة على أقسا داخلية أو مطاعم مدرسية ."

و في المادة 15 نجد من مهام الحارس العام للخارجية :

-         تتبع أوضاع التلاميذ التربوية والتعليمية والسيكولوجية والاجتماعية والصحية.

-         تنسيق أعمال المكلفين بمهام الحراسة التربوية العاملين تحت إشرافه وتأطيرهم
ومراقبتهم

و  جاء في المادة 27 من النظام الأساسي لموظفي الاكاديميات  :

 "  تسري على ملحقي الاقتصاد ; والإدارة و الملحقين التربويين و الملحقين الاجتماعيين  نفس المقتضيات الجارية على الأطر المماثلة الخاضعة للنظام الأساسي  الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية كما وقع تغييره و تتميمه ...."

وفي المادة 28: " تسند الى أطر الدعم الإداري و التربوي و الاجتماعي نفس مهام أطر المماثلة الخاضعة للنظام الأساسي  الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية..."

 وفي المادة 85 : يقوم الملحق الاجتماعي تحت إشراف الإدارة التربوية بمهام دعم العمل الاجتماعي و الصحي  بالمؤسسة "...

  تبرز هاتين المادتين من المرسوم 2.2.376 إن الحارس العام للخارجية هو المسؤول عن تتبع أوضاع التلاميذ التربوية والتعليمية والسيكولوجية والاجتماعية والصحية  ، وبناء على هذه المسؤولية  والتكليف بالمهام الإدارية باعتباره أستاذا أو متصرفا تربويا ، و الخضوع لتكوين نظري و ميداني يتوج بالإقرار في المنصب ,  استحق  تعويضا عن الأعباء الإدارية خارج إطاره الأصلي ،أما الملحق الاجتماعي شأنه شأن الملحق التربوي و الإداري فسيتولى تحت إشراف الحارس العام  المهام الإدارية و التربوية المرتبطة بالدعم الاجتماعي و النفسي و الصحي و التي تم توظيفه من أجلها كإطار للأكاديمية كما تم توظيف زملائه الاساتذة للقيام بمهمة التدريس .. و يسري عليه ما يسري على الملحق الاجتماعي الخاضع للنظام الأساسي الخاص بموظفي التربية الوطنية و هو اطار ينتمي لهيئة التدبير الاداري و التربوي ، فكيف يتصرف بعضهم كالمفتش أو المستشار في التوجيه اللذين ينتميان إلى هيئتين مستقلتين عن هيئة التدبير الإداري و التربوي  للمؤسسة ؟ و ما مستند المطالبة بتعويضات الأعباء الإدارية أسوة بالحارس العام ؟ و كيف فيرفض الاشتغال 38 ساعة  في الاسبوع  والمساهمة في  المداومة معتبرا نفسه غير معني بالمذكرة  190 في شأن حصص العمل الإداري بمؤسسات التعليم الثانوي ، التي لا تزال المرجع المعتمد لتنظيم العمل الاداري ...؟ علما أن أطر الإدارة التربوية يطالبون منذ مدة بتحديد المهام بدقة و تقليص عدد ساعات العمل الاسبوعية ،و إصدار مذكرة وزارية جديدة تنظم العمل الاداري لمسايرة المستجدات و المتغيرات الكثيرة و ربما يتحقق ذلك مع النظام الأساسي الجديد المنتظر....

  المهام والأدوار

وقد حدد القرار714.20  الصادر بتاريخ 4 نونبر 2020 في شأن تحديد مجالات مهام أطر الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي الصادر في إطار مواكبة توظيف أطر الدعم التربوي والاداري والاجتماعي ضمن اطر الاكاديميات ، وسعيا لتدقيق المهام ، مهام إطار الدعم الاجتماعي في ثلاثة اقسام : مهام ذات البعد النفسي و الاجتماعي و الصحي، و مهام التدبير التربوي والتواصل و مهام ذات الارتباط بالحياة المدرسية ،  و اذا دققنا النظر في مختلف هذه المهام نجد منها ما اسند لاطار الدعم مباشرة وهو الأهم و المحوري منها ، إذ تستهدف وضع اليد على مواطن الداء في المؤسسات التعليمية يصدر ب : الاستماع...،الحرص...، المصاحبة...،محاربة ...، دراسة.... ، القيام .... من قبيل :

ü    الاستماع وتقديم المشورة والدعم للمتعلمين...

ü    محاربة الظواهر والسلوكات السلبية في المؤسسة

ü    محاربة الهدر المدرسي وتقديم الدعم للمتعثرين ....

ü    الحرص على ممارسات النظافة والأمن الصحي بالمؤسسة ....

       ومهام يطالب فيها بالمساهمة الى جانب متدخلين آخرين  و تصدر ب " المساهمة في... من قبيل :

ü    المساهمة في إعداد و تنظيم و تنسيق الانشطة التربوية و الثقافية والرياضة

ü    المساهمة في عمليات التعبئة...

ü    المساهمة في المداومة خلال العطل المدرسية...

    و من شأن التصدي بكفاءة و اقتدار لهذه المهام وغيرها تغيير منحنى عدد من المؤشرات  وخاصة مؤشر الهدر المدرسي الذي يقض مضجع جميع المتدخلين في المنظومة التعليمة ، و إبراز بصمة إطار الدعم الاجتماعي ، ولن يتسنى ذلك إلا بالتواجد الايجابي في الساحة الى جانب باقي اطر الادارة التربوية اثناء الدخول و الخروج و خلال فترات الاستراحة لرصد الظواهر السلبية و السلوكات المشينة والتدخل في الوقت المناسب لمحاربتها و حفظ الامن الصحي للمتعلمين بالتنبيه و التوعية والتحسيس أو بالزجر إذا اقتضى الامر.... والعمل على ابتكار اساليب متميزة لمواجهتها بالتعاون مع الاطر الادارية و التربوية للمؤسسة ، و ليس بالتزام المكتب صباح مساء أو انتظار حالات العنف أو مخالفة النظام الداخلي للاستماع إليها أو استقبال تلاميذ يتابعون دراستهم في ظروف عادية و دون مشاكل ... لأن الاستماع الى  المتعلمين و مصاحبتهم ليس فعلا جديدا في جل المؤسسات فقد كان يتم عن طريق أطر الإدارة التربوية  أثناء رصد حالات مستعصية للغياب أو ارتكاب مخالفات عدة  ، أو عن طريق خلايا و أندية الاستماع و المصاحبة في مؤسسات كثيرة ......

    لتجاوز هذا النقاش و تكون لهذه الفئة الجديدة إضافة نوعية للإدارة التربوية والمؤسسات التعليمية بشكل عام  ،وجب التنبيه إلى أن التدبير الإداري و التربوي الناجح للمؤسسة - في انتظار صدور نظام أساسي يوضح بدقة المهام المنوطة بكل إطار اداري يجب أن يكون تشاركيا مبنيا على التعاون و التآزر بين كل مكوناتها نظرا لتداخل المهام وتشابكها ، فمحاربة ظاهرة الهدر المدرسي وهي من أولى أولويات الإصلاح تتطلب جهدا مضاعفا ، فرغم ما يبذل في هذا الصدد من مجهودات ظلت هناك حالات مستعصية تستلزم تدخلا خاصا.. وكان المأمول من تعيين أطر الدعم الاجتماعي معالجة تلك الحالات ...

    إن الدعم الاجتماعي في ظل ظروف الاشتغال الحالية في المؤسسات التعليمية حيث كثرة حالات التأخر الدراسي و الحالات الاجتماعية و تعدد حالات مخالفة نظامها  الداخلي :عدم الانضباط ، عرقلة انجاز الدرس ،عدم احترام الأطر الإدارية والتربوية ،  العنف الجسدي و اللفظي، الهندام ، تخريب ممتلكات المؤسسة...،  إضافة إلى طبيعة تكوين أطر الدعم  و مدته ومحدودية الإمكانيات ووسائل العمل المتاحة ، لن يؤتي أكله الا مع حالات معدودة : تلميذ مجد +مشكل عائلي ، تلميذ مجد + مشكل المخدرات ، تلميذ مجد+ مشكل مع اطار اداري او تربوي ، تلميذ مجد + مشكل الشغب...أما الحالات التي تجمع بين التأخر الدراسي في المستوى الاعدادي أو التأهيلي و كبر السن و الظروف الاجتماعية فتكون نهايتها للأسف الشديد هي الانقطاع... و هي حالة غالبية التلاميذ المنقطعين ، لذا نحتاج حلولا تتجاوز المؤسسة واطار الدعم الاجتماعي بصورته الحالية .وسننتظر بشغف ذلك اليوم الذي نقرأ فيه إن عدد حالات التلاميذ المهددين بالهدر المدرسي بلغ في مؤسسة معينة 120 و أن 115 منهم تم الاحتفاظ بهم بفضل تدخل إطار الدعم الاجتماعي .

   الخلاصة إن انتظارات المشرع في ظل راهن غالبية المؤسسات التعليمية ، والأدوار والمهام المنوطة بالملحق الاجتماعي أكبر بكثير من طاقة إطار الدعم بصورته الحالية إن على مستوى التكوين أو على مستوى التجارب و الخبرات و الإمكانيات المتاحة ... ومواجهة ظاهرة الهدر المدرسي عبر الدعم النفسي و التربوي و الاجتماعي و تفعيل الحياة المدرسية، تتطلب أطرا مختصة  في : الدعم التربوي ،الدعم النفسي و الصحي ،الدعم الاجتماعي ،التنشيط التربوي، الامن المدرسي ، يتلقون تكوينا متينا و خاصا لسنة أو سنتين و تعيينهم بالعدد الكافي لكل مؤسسة مع توفير الإمكانيات المادية الضرورية  وبدون ذلك ستبقى دار لقمان على حالها....

المراجع :

üالمرسوم  رقم 2.02.376 بتاريخ 17 يوليوز 2002 في شان النظام الخاص بمؤسسات التربية و التعليم العمومي...

üالمرسوم 2.02.854 الصادر بتاريخ 10 فبراير 2003 في شأن النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية

üالنظام  الأساسي الخاص بأطر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة.

üالقرار714.20  الصادر بتاريخ 4 نونبر 2020 في شأن تحديد مجالات مهام أطر الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي

üبيانات و  تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي.

الجمعة، 16 سبتمبر 2022

إطار" الدعم الاجتماعي" في المؤسسات التعليمية بين الواقع و المأمول -1-

        يعتبر إحداث " هيئة  الدعم التربوي و الإداري و الاجتماعي" من أبرز تعديلات المرسوم 2.02.854 الصادر بتاريخ 10 فبراير 2003 في شأن النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية، ليحل بموجبها الملحق التربوي ،و الملحق الإداري و الملحق الاجتماعي  ..محل حراس الخارجية والداخلية  ومحضري المختبرات الذين وضع إطارهم في طور الانقراض ... قبل أن تصبح  " هيئة التدبير الإداري و التربوي "  بناء على المادة الأولى من المرسوم 2.18-294 المحدث لإطار المتصرف التربوي. .و منذ إحداث هيئة الدعم  تم توظيف أفواج من الملحقين التربويين و الإداريين كما تم ادماج عدد من الأساتذة المكلفين بالإدارة في هذا الاطار بموجب المادة 109 من النظام الأساسي (تغيير الاطار)... فيما لم يتم توظيف أي فوج من إطار الملحق الاجتماعي......