الأحد، 18 مايو 2014
محمد ايت دمنات
صادفت في الأيام الأخيرة مواقف كثيرة تستوقف المرء رغم أنفه ، ولم أتردد في التقاط صور لبعضها منها اثنان بدت لي الصورة فيهما تصرخ بملء فيها في وجه كثيرين ...
1 - صورة ممر في مدينة مغربية مقطوع بسبب استغلاله من قبل صاحب مقهى أمام أعين المسؤولين و ذهول المواطنين ، صورة اضحت مألوفة في جل المدن لكنها مستفزة لكل ذي عقل ، و تصرخ في وجه :
- المواطن الأناني الذي لا يفكر إلا في نفسه تحت شعار " أنا وبعدي الطوفان "....
- المواطن الجشع الذي أعمى الطمع عينيه فصادر حقوق غيره : المارة ، الجيران ..... مستغلا نفوذه و تواطؤ المسؤولين ,,,
- المواطن المسؤول عن حماية وضمان حقوق المواطنين أن تحمل مسؤوليتك و احذر غض الطرف عن مثل هذه السلوكات ، و لا تغرنك دراهم معدودة يدسها متطاول في جيبك فالله لا تخفى عليه شيء في هذا الوجود ...و أن يوم الحساب في انتظارك....
- المواطن الواعي أو على قدر من العلم والمعرفة أن انهض و تحمل مسؤوليتك وتصدى لهكذا سلوكات بكل الوسائل المشروعة ... فالصمت لم يعد يجدي بل صار مشجعا لهؤلاء ,,,,
- السلطات المغربية إن مثل هذه الصورة هي اللقطات المفضلة لدى السياح فلتتحركي بجد لوضع حد لمثل هذه السلوكات المشينة التي تشوه صورة المغرب في الخارج ,,
- المغاربة عموما متسائلة في أي عالم نحن و إلى اين نسير ,,,؟
2- صورة عدد من القبور معدة سلفا لإيواء الوافدين المنتظرين ذلك اليوم في مقبرة الغفران بالدار البيضاء ، صورة معبرة تصرخ في وجه :
- المشيع الذين حضر بجسده لتسجيل الحضور لا غير ، و لغاية في نفسه فلم يتوضا اصلا و ربما توضأ ولم يصل الجنازة ...، إن مصيرك إحدى هذه الحفر أو مثلها آجلا أم عاجلا ....
- المشيع اللاهت وراء الدنيا و الذي لم تمنعه رهبة المكان من الغيبة و النميمة ، و تأجيل الحديث في التجارة و و ...و لو إلى حين.
- المشيع الذين قطع رحمه ، و لا يرحم ضعيفا و لا يطعم فقيرا ... أنْ غَدا ستخلف كل ما تملك لورثتك و تأتي إحدى هذه الحفر....
- الذي يحفر القبور: ماذا أعددت ليومِ تضمك فيه إحدى هذه الحفر التي أنت حافرها ....؟
- المشيع الذي نالت منه رهبة المكان أنْ عُدْ إلى طريق الحق قبل فوات الأوان ، و إن كنت على الطريق فواصل و ضاعف سرعة إعدادك للحظة التي ستضمك إحدى هذه الحفر أو مثلها ....
- المشيع اللاهت لنصيبه من إرث أحد اقاربه ، و الذي شن كل اشكال الحروب في سبيل نيل ذلك النصيب وافيا ، أنْ فكر في أن إحدى هذه الحفر ستصير مأواك يوما ....
- ذاك قليل من كثير مما تنطق به هاتان الصورتان و بصوت عال ,,أترك لكم استخلاص البقية ,,,,,
18 ماي 2014