. يغادر المرء بيته رجلا كان أو امرأة للتجول دون نية
التسوق ، لكنه يحدث أن يعود محملا بمقتنيات كثيرة تفاجئ أهل البيت لعدم
حاجتهم لها ، و يتحدث كثيرون عن مسؤولية لذة الشراء عن هذا الأمر فما أن يلج
الإنسان سوقا أو مركزا تجاريا أو يمر عليه باعة متجولين حتى يسيل لعابه فيبدأ في
الاقتناء .....و مع حلول شهر رمضان المعظم
ينضاف إلى لذة الشراء ما يمكن تسميته " سلطان الجوع
" و خاصة قبيل الإفطار إذ لا تلتقي رب أسرة إلا محملا بما لذ وطاب ،
أما ربة البيت فلا تدخر جهدا لإعداد ألوان الطعام والمشروبات و الحلويات ، حتى
تمتلئ مائدة الإفطار عن الآخر و تبدو في أبهى حلة ...
و الغريب أنه ما أن يفطر الإنسان و ترتوي عروقه حتى
يأخذ من كل شيء نزرا قليلا لتبقى المائدة كما أعدت فيتأكد رب وربة البيت انهما
وقعا في فخ الجوع ليس إلا....
و شهر رمضان المعظم مناسبة لهؤلاء جميعا ممن أنعم الله عليهم
و أسعفتهم جيوبهم ليصيروا فريسة للجوع أو يقعوا في مصيدة لذة الشراء، ليفكروا في
شريحة عريضة من إخوانهم في المجتمع ،لا تسمح لها جيوبها المنهكة والمثقوبة بشراء
الضروريات ناهيك عن الحاجيات والكماليات ، من يمدون أيديهم إلى الناس في
الشوارع و أمام المساجد والأسواق رجاء مساعدتهم وأولئك الذين يتعففون عن ذلك " لا يسألون الناس إلحافا "...و يطلقوا العنان
لأيديهم إنفاقا في سبيل الله فالله سبحانه يعطي المنفق خلفا و الممسك تلفا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان
ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط
منفقا خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً " . رواه البخاري
ومسلم
وقال تعالى { يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ
يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ
الظَّالِمُونَ }البقرة / 254
.
تقبل الله منكم الصيام والقيام وصالح الأعمال ،ويسر لكم سبل
الإنفاق في سبيله