السبت، 3 مايو 2014

الإسلام بين سماحة التعاليم و فظاعة سلوكات المسلمين

الإسلام بين سماحة التعاليم  و فظاعة سلوكات المسلمين أو " إسلام دو احساين "

       يحكى أن شابا مغربيا يدعى : احساين، سافر إلى دولة أوروبية للعمل و غالب الظن أنها فرنسا ، وبقي هناك لسنوات جمع خلالها رصيدا ماليا مهما ، أهَّله للعودة إلى بلدته مزهوا ، إذ سيستغل فترة إجازته للزواج  من قريبته التي تنتظره منذ سنوات ، و لأنه كون رصيدا مهما من المعارف و الصداقات هناك ،  كان عليه أن يستجيب  لرغبة اثنين من اصدقائه لمرافقته إلى المغرب .....

       بعد وصوله بحوالي اسبوع و تخلصه من بعض عناء السفر، انطلقت مراسيم حفل الزفاف التي ستستغرق أياما ، و لأن من عادة بلدة احساين الاحتفال الجماعي المختلط دون تمييز بين قريب أو بعيد و لا بين ابن البلدة أو الغريب .,,, وقعت عين أحد أصدقائه على فتاة من البلدة ، فأسر قلبَه جمالُها الطبيعي ،فلم يتردد في طلب يدها للزواج ,,,, و ما كان لطلبه أن يرفض فمن شأن القبول أن يحلق بها وراء البحار ، و مرافقة صديقتها زوجة احساين التي يعز عليها فراقها ,,,,غير أن عائقا ظهر في اللحظة الأخيرة ، فقد اشترط والد الفتاة أن يسلم الأجنبي ليقبل به زوجا لابنته... رباط حب الفتاة المحكم جعل الشاب يسأل بشغف عن المطلوب منه  ، لم يكن في البلدة من يتقن الفرنسية  فيشرح له ذلك بوضوح ، فلخص له أحدهم الأمر مستعينا بحركات يديه قائلا : أن تفعل مثل ما يفعل احساين .... فأجاب على الفور : اقبل اقبل ...كيف لا  فرغم أن احساين منذ حل بالبلدة صار كثيرا ما يرتدي جلبابا أبيض و يتردد على المسجد احيانا ، فإنه  هناك  شخص آخر فهو لا يصلي ، و يتردد معه على حانة الحي و يسهران معا رفقة الفتيات ... ، لذلك لم ير الأجنبي في إسلام  احساين ..... ما من شأنه تغيير نمط حياته فيتردد في قبوله ....فصار الناس يتحدثون عن " إسلام دو احساين ".....
  بغض النظر عن واقعية كل تفاصيل هذه القصة  أم لا ، فإنها تسائل تصرفات و سلوكات  كثير من المسلمين " بالعادة   والتي  تبرز البون الشاسع بين تعاليم الاسلام السمحة و سلوكات المسلمين .....
        فكون المرء اليوم  مسلما مثلا يتردد على المسجد يوميا ، لا يمنعه من الكذب و الغش و الخداع ... .في معاملاته اليومية.
     و كونه مسلما يؤمن باليوم الآخر و عذاب القبر ،لا يمنعه من الغيبة والنميمة و التجارة .... وهو في مراسيم تشييع جثمان أخيه المسلم ,
   و كونه مسلما يُرى يوم الجمعة بجلبابه الابيض يؤم المسجد لا يمنعه من الزنا و شرب الخمر ليلا ....
  و كونه موظفا مسلما يصوم الاثنين والخميس  و يوقف عمله لأداء الصلاة و و...لا يمنعه من التهاون في عمله و الارتشاء ....,
و كونه مسلما يرتاد المسجد لصلاة الفجر لا يمنع ان تجده يهجر احد والديه أو أخوته أو أصدقائه ...أ
 و كون المرأة مسلمة تضع غطاء الرأس بل لا يبدو من وجهها غير القليل احيانا ، لا تشعرها مرافقة ابنتها البالغة شبه عارية في الشارع بأي حرج.... . و الأمثلة كثيرة .
    صور لا تعني التعميم البثة ، لكنها تطرح أسئلة محرجة  يلخصها الحرج الذي يستشعره المسلم (أو المسلمة ) المتزوج من أجنبية أسلمت على الفور عن علم وقناعة ...فتراها متحجبة ملتزمة بتعاليم دينها ... عكس زوجها و أخوته  .....
     و لن أنسى ما حييت امرأة اسبانية  من اصل كندي او كلومبي ، اسلمت وتزوجت بمغربي بإسبانيا ثم دخلا المغرب  ، و تمت استضافتها في البرنامج التليفزيوني المسمى " الخيط الابيض " و ظلت تعظ بلكنة عجيبة و مثيرة وتتحدث عن تجربتها و مبادراتها في محيط  اسرتها الجديدة في المغرب ، بصورة لا شك أنها أبهرت المشاهدين بل و أحرجت مقدمة البرنامج نفسها قبل غيرها .... فمتى يمثل المسلمون الإسلام خير تمثيل ؟؟؟؟

    إلى ذلك أسال الله العلي القدير أن يجعلنا ممن  يفعلون ما يقولون حتى نكون دعاة لدينه بأفعالنا قبل أقوالنا ......
 

4 التعليقات :

يبدو أن التناقض لن يفارق المسلمين

أهلا بعودة صدى كيسان

اولا حمدا لله على السلامة
ثانيا.. ادعوك يا صديقي ان تحتسب ما تكتبه هنا من نماذج وقصص عند الله بهدف النصح للمسلمين
ثالثا.. احييك على ما سقته هنا.. فقصتك واقعية تماما ونراها امامنا راي العين وقد نجحت في توصيلها باسلوب راق ورائع
لك مني كل محبة وتقدير

@Bahaa Talat
الله اسلمك
نحتسب ذلك أخي بهاء
سعدت كثيرا بردك الدال
انا ايضا اشتقت اليكمو الى كتاباتكم

إرسال تعليق

أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...