الأحد، 9 أغسطس 2015

نسب النجـــــاح و تقييم أداء المؤسسات التعليمية


     يعتبر إذكـــــــــــاء روح التنافـــــس بين المؤسسات التعليميــــــة من بين أهداف تصنيفها بحسب نسب النجــــاح فـــي المستويات الإشهاديــــة من قبل بعض الأكاديميات الجهوية للتربيــــــة و التكوين و النيابات الإقليمية التابعة لها في السنين الأخيرة  من خلال حفز الأطر التربويـــة و الإدارية و تلاميذ و تلميذات كل مؤسسة على مضاعفة الجهود لتحسين نتائجها و رفع أدائها و مردوديتها ومن ثم تبويئها مكانة متميزة بين المؤسسات المماثلة لها على الصعيد  النيابي و الجهوي والوطني ,,,


غير أن هذا التصنيف يمكن أن تكون له سلبيات عدة و خاصة حين يعتمد  معيارا لتقييم الأداء العام للمؤسسات تترتب عنه أحيانا إجراءات و تدابير جزائية ، و ذلك بسبب عدم مراعاة التصنيف الفروق الهائلة بين المؤسسات على جميع المستويات و التي  تجعله غير منطقي و غير موضوعي إذ " لا مقارنة مع وجود الفارق "  من قبيل :المؤسسات الحضرية و القروية  ، المؤسسات المتواجدة في الأحياء الشعبية و الاحياء الراقية ، مؤسسات تتوفر فيها جميع التجهيزات و ظروف العمل الضرورية و مؤسسات تفتقر لأدنى الشروط و الظروف ، مؤسسات  بكامل الطاقم الإداري و التربوي منذ بداية السنة و مؤسسات تعاني من الخصاص لأشهر و ربما طيلة الموسم ، مؤسسات تعاني الاكتظاظ و مؤسسات بأقسام مخففة.... عوامل كثيرة قد تجعل اعتبار النسبة المحصل عليها  في البكالويا او الثالثة ثانوي إعدادي ، السادس ابتدائي معيارا و حيدا لتقييم الأداء العام للمؤسسات  يذهب بالجهد الجبارالمبذول طيلة الموسم الدراسي لكثير من المؤسسات أدراج الرياح  من جهة ، كما أن عدم مراعاتها من جهة ثانية تجعل  كل الوسائل لدى البعض مبررة لبلوغ الهدف – الرتب المتقدمة - ، و ما أكثر الوسائل التي قد تجعل مؤسسة ما تتزعم  اللائحة محليا و جهويا و وطنيا بأقل جهد  ... ولعل في بيانات نتائج بعض التلاميذ الحاصلين على البكالوريا  المتداولة على المواقع الاجتماعية أبسط دليل و ما خفي أعظم، حيث
الصورة 2
البون الشاسع بين معدل الامتحان الإشهادي و معدل المراقبة المستمرة ، و في الفرق بين المستوى الحقيقي الصادم لعدد من التلاميذ الناجحين في المستويات الإشهادية و المستوى المنتظر ، و هنا يبرز عاملا " النفخ في النقط " و" الغش " كحلين سحريين ....


     
 صحيح  أن ترتيب و تصنيف المؤسسات  بحسب نسب النجاح محفز على مزيد من العطاء، لكن ذلك مشروط بتوفير كل شروط العمل الضرورية ، وعوامل التقويم الموضوعية كالتصدي  بحزم لظاهرة الغش  و تفعيل المراقبة التربوية للمراقبة المستمرة  و تصحيح الامتحانات خارج المؤسسات الأصلية و مراكز موحدة بالنسبة لمستويي الثالثة اعدادي و السادس ابتدائي أيضا، وتعيين مراقبين او ملاحظين لجميع الامتحانات الاشهادية ,,,,ضمانا لتكافؤ الفرص و مصداقية هذه الامتحانات ، أما تقييم الاداء العام للمؤسسات و تشجيعها والذي يمكن أن يكون محفزا أكثر على البذل و العطاء و تحقيق نتائج أفضل قد لا تعكسها نسبة النجاح في المستوى الاشهادي ، فيجب أن لا يقتصر على التقييم انطلاقا من حواسيب في مكاتب مكيفة ، بل يجب أن يكون أوسع و أشمل بحيث يكون نتيجة تقييم موضوعي و متابعة ميدانية لأنشطتها و مبادراتها الرامية لتفعيل برنامج و مشروع المؤسسة و أنشطة الحياة المدرسية على مدار الموسم الدراسي ,,, 

                                                         الأحد 09 غشت 2015

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...