الأحد، 6 أكتوبر 2013

من المسؤول عن فقدان الثقة في الإدارة ؟


         لن يحتاج من يجد نفسه فعليا بين أحضان الإدارة المغربية كثيرا من الوقت ليقف على  عدد من الأعطاب التي  أفقدتها كثيرا من مصداقيتها و مردوديتها و فعاليتها ، و سأحاول رصد أهمها  تباعا حسب معايشتي لها ، و سأبدأ ب : فقدان المواطن الثقة في الإدارة ، من المسؤول ؟

      مع بداية الموسم الدراسي تكثر الانتقالات بالنسبة للتلاميذ  من و إلى كل مؤسسة تعليمية ، و إذا كان أمر المغادرة يسيرا في الغالب الأعم ـ فإن الوفادة  تتطلب بعض الوقت لضرورة مراعاة ظروف المؤسسة و طاقتها الاستيعابية خاصة ، و عدد التلاميذ في كل قسم تجنبا للاكتظاظ ، مما يستحيل معه أحيانا قبول كل الطلبات على الفور ...
   وهكذا يأتي أب أو ولي تلميذ ليطلب الموافقة على طلب نقل ابنه إلى المؤسسة ، فإن كان الأمر ممكنا تمكنه من الموافقة ،وإلا شرحت له الموقف بكل وضوح وموضوعية ...  يمعن في الطلب يتوسل  محاولا إقناعك انطلاقا من ظروفه الاجتماعية أو او .... تمده بمعطيات أخرى و تضرب له موعدا بعد أيام  ليغادر و أنت تعتقد أنه قد اقتنع ولو على مضض .....لكن المفاجأة الكبرى تأتيك بعد ساعات  ، حين تأتيك  المكالمات من جهات عدة ،أو يأتيك أصدقاء في جبة وسطاء  ، و هو ما يعني أن ذلك الشخص لم يصدقك بل ضرب كل كلامك عرض الحائط......و الغريب أن المعني في حالات معينة لا يكلف نفسه معاناة زيارة المؤسسة لتقديم الطلب بنفسه ليعرف الرد أولا، بل يختار هذه الطريق المعوجة منذ البداية....
  أتأسف كثيرا و استشعر الحرج و أنا أضطر لإقناع صديق ، مخفيا انزعاجي من اتهامي الضمني بالكذب لكن سرعان ما أتفهم الأمر حين أتذكر مواقف كثيرة  يزور فيها المواطن إدارة من الإدارات طلبا لوثيقة ما  و يغادرها خاوي الوفاض ،بعد أن يقنع باستحالة حصوله عليها دون إحضار بيانات معينة ،بقوة القانون الذي لا يأتي الباطل من بين يديه  ...و بمجرد مغادرته لها يفاجأ بمن يؤكد له حصوله على نفس الوثيقة دون بيانات ، و ينصحه بدفع رشوة لتجنب عرقلة مصالحه ، أو من حصل عليها معتمدا على اتصال هاتفي أو يعرف الموظف أو أو ....كما تذكرت كيف يرتكب مواطن مخالفة مرورية فيذعن للقانون و لتبعاته ....فيما يفلت كثيرون من تلك العقوبة باتصال أو ....، و تذكرت من يتصل بمن يعرف الموظف قبل توجهه للإدارة و تذكرت و تذكرت ...
       إن اعتياد المواطن الحصول على كثير من الوثائق رغم الرفض المسبق المدعم بالأدلة والحجج ، رسخ لديه فكرة مؤداها أن الإدارات مهما اختلفت سواء - ما في القنافذ أملس -  ومن تم فالمحسوبية و الزبونية و الرشوة أسلحة قابلة للاستعمال في كل زمان ومكان ، بمعنى أن أي موظف لا يلبي لك طلبك في الحين فهو راغب في التبجيل أو الرشوة أو يحتاج لتدخل وسيط ......
      إنها رسالة لكل موظف غيور على هذا الوطن أن يستحضر الله في عمله ويصبح القبول والرفض و الحصول على وثيقة أو عدمه مرتبطا  بالقانون ولا شيء غيره ، بعيدا عن الوساطات والرشى فالمواطنون سواسية مهما اختلفت مشاربهم وطبقاتهم الاجتماعية ، حتى يستعيد المواطن ثقته في الإدارة ، ورأفة بسمعة هذا الوطن الحبيب، وأملا في الدفع بتنميته  إلى الأمام.....
   ورسالة للدولة لتهتم بموظفي إداراتها على جميع المستويات لتغني من لا يخاف الله منهم عن الأساليب غير المشروعة ....
و رسالة لكل مواطن ليعي حقوقه و يسعى للحصول عليها بقوة القانون و لا شيء غيره .....
              

                                  06 - 10 - 2013



2 التعليقات :

هذا للأسف ما يحدث فعلا
وكل من قالت له لا يمكن أن ألبي طلبك، ظن أنك تريد رشوة..

الإدارة المغربية لم تتخلص بعد من تبعات الإستعمار,.لكن هناك مسؤولين شرفاء رغم كل شيئ ونحيهم

إرسال تعليق

أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...