الأربعاء، 1 مايو 2024

وا أسفاه ، صدق التاجر ...

لم يعد هناك معيار للتمييز بين الصالح والفاسد و الصادق والكاذب..

قبل أشهر كنت عند تاجر افرشة لإعداد أغطية ووسادات ..اخترت الثوب ونوع الخياطة واتفقنا على مبلغ الاتعاب و موعد تسلم البضاعة...سلمته دون تردد مبلغا من المالفي حدود الثلث على ما اذكر وانصرفت....

عدت بعد ايام فاراني نموذجا ... ثم عدت في الموعد المحدد للتسلم فوجدت بضاعتي جاهزة، لكني لم أجد غير مستخدميه اتصلت به فاخبرني أنه سيصل بعد وقت وجيز ..وربحا للوقت طلبت من اكبر المستخدمين نقل البضاعة الى السيارة في انتظار وصول التاجر ربحا للوقت ؛،فلمست فيه بعض التلكؤ مطالبا بالمبلغ المتبقي ..كان المبلغ في حوزتي لكن من من باب الحيطة واملا في تخفيض المبلغ في الاخير -كعادتنا كمغاربة -افهمته بأني سأنتظر وصول سيده...
نقل الخادم بعض السلعة الى السيارة و توقف.. وأفهم انه لا يرغب في اتمام العملية ..غضبت غضبا شديدا فكيف له ان يشك في رجل مثلي مسؤول معروف في البلدة (لست متيقنا من معرفته بصفتي إذ من عادتي ألا اقدم نفسي لأي تاجر الا اذا بادر هو وخاطبني بها ولامني كثيرون في مناسبات عدة على عدم تقديم صفتي في البداية بعد ان يصدر منهم سلوك لايرونه مناسبا ط  ...) فكرت في صب جام غضبي عليه وترك السلعة لكن فكرت و كظمت
غيضي وانتظرت الى ان وصل التاجر ...سلمته المبلغ و أخبرته بتدمري من سلوك خادمه فقد صدمني رده أكثر و إن كان بأدب ...."لا تلمه سيدي فذلك نظام موحد للعمل بهذه الورشة ...سألته :الم يكن الاحرى به التمييز اليمييز بين الصادق و الكاذب من الزبناء كيف لرجل مثلي ان يضحي بسمعته وكرامته من اجل مبلغ 2500 درهم هل يعقل هذا ؟؟؟....
قال سامحني سيدي  "لم يعد هناك معيار للتمييز بين الصالح والفاسد و الصادق والكاذب.. بعد كل الحالات التي مرت أمامي وعانيت تبعاتها ؛ ولولا ثقتي بك أنت ما أعددت لك سلعة بحوالي 4000 درهم في هذه المدة القصيرة و قد دفعت لي1000  فقط ؛ فمثل هذه الطلبيات لا نعدها الا بعد دفع ازيد من نصف المبلغ ..
طأطات رأسي موافقا لكن رده  صدمني يومها صدمة قوية ،فرغم كل ما سمعت ورأيت من حالات الخيانة والكذب والمكر لم أكن اتوقع أن ينخفض مؤشر الثقة في الناس في مجتمع مسلم الى مستوى تعميم و هذه الصورة القاتمة على الجميع و رفع سلاح الشك في التعامل مع الجميع على حد سواء. ....

واليوم للاسف أجدني اوافق التاجر و اترحم عليه مرغما ....

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...