يحل شهر رمضان
المعظم كل عام حاملا معه نفحاته الإيمانية الزكية و نسماته الروحانية العطرة ،
فيرى فيه المسلمون - بمن فيهم أولئك الذين تكاسلوا وفرطوا في واجباتهم
الدينية طيلة السنة - شهرا للعبادة وفرصة للتوبة و التكفير عن تقصيرهم
، فترى كثيرين يستغلون جل أوقاتهم في التقرب الى الله سبحانه ، صلاة و
قراءة للقرآن و إنفاقا في سبيل الله و صلة للرحم ومشاركة في الأعمال الخيرية
... و ما أن ينتهوا من وجبة الإفطار حتى يشدوا الرحال للمساجد لأداء صلاة التراويح
، و تجد بينهم من يقطع كيلومترات ، و يتكبد مشاق التنقل والزحام حتى يصلي خلف مقرئ
مجيد للقرآن الكريم في مسجد هنا أو هناك ، وهكذا تمتليء بعض المساجد
والساحات والأزقة المجاورة لها عن الآخر بالمصلين في مشهد رباني مهيب، ولا
تكاد مدينة تخلو من واحد أو أكثر ( الدار البيضاء ، مراكش ، أكادير ، فاس
....) حتى إن المشرفين على بعض المساجد يستقدمون مقرئين مجيدين من مدن
أخرى أو ينقبون عنهم عبر تنظيم مسابقات في تجويد وترتيل القرآن الكريم، كما
هو الأمر مثلا بالنسبة لجمعية بناء المسجد الجديد في مدينة أكدز مشكورة رغم أن أشغال بنائه
لم تكتمل بعد ...، ذلك أن القراء المجيدين و بتلاواتهم العطرة والمتميزة يساهمون
في جذب أكبر عدد من المصلين ،و تقريب معاني القرآن الكريم لهم ،كما
يساعدونهم على الخشوع و التدبر ،و يحقنون المفرطين جرعات إيمانية تقوي صلتهم بربهم
، بل تفتح بصيرة غير المسلمين على الحق أحيانا....
وفي المقابل يرى
آخرون في رمضان مناسبة لكل ألوان الأكل واللهو والمرح ، و تضييع الوقت فيما لا
طائل من ورائه ، إذ يقضي كثيرون جل أوقاتهم في لعب الورق أوارتياد
الملاهي والمقاهي أومشاهدة الأفلام و المسلسلات أو التجول ليلا ليخلدوا للنوم
نهارا .... و مما يثير انتباه زوارالمدن والساحلية خاصة ما تشهده الطرقات و
الساحات المحاذية للشاطئ (كورنيش ...) من حركة غير عادية للناس حيث يحج
إليها كثيرون ذكورا و إناثا ، والغريب أنك تجد من يقطعونها - رغم طولها - جيئة
وذهابا مرات حتى ساعات الصباح الأولى فيما يشبه " السعي في المشاعر المقدسة
" (نموذج شاطيء أكادير) إلا أنه بلا أجر بل قد تًجْنَى من ورائه سيئات كثيرة
حين يغيب غض البصر وحفظ اللسان ....
صحيح أن الترويح عن النفس بعد أكثر من 15 ساعة من الصيام وفي يوم حار مطلوب
و ضروري ، إلا أن المسلم مطالب بأن يأخذ منه بقدر ما يُعْطى الطعام من الملح و
اغتنام فرصة شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، موسم الخيرات
والبركات لتزويد " حسابه " بأكبر قدر من الحسنات ، فعن أبي هريرة - رضي
الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دخلَ رمضان فُتِّحَت
أبوابُ الجنة، وأُغلِقَت أبوابُ جهنم، وسُلسِلَت الشياطين»؛ رواه البخاري ومسلم.
6 التعليقات :
هذا هو الحال أينما وليت وجهك، فريقان مختلفان، وكل يرى في رمضان ما يناسب نفسه وروحه وعقله. رؤية المتقي أو التائب ليس هي رؤية اللاهي اللاعب.
هذا موضوع الساعة حقا.
شكرا لك. وصيام مبرور.
@أبو حسام الدين
أكيد سي رشيد
نسأل اله الهداية للجميع
mais les hommes au ramadan mangent boucouphhhh adr
نسأل الله ان نغتنم هذا الشهر قبل فواته
@jamal
آميــــــــن أخي جمال ..أهلا بك صديقا جديدا لصدى كيسان تشرفت ...
هل تعلم سيد محمد ان المصلين الآن يصلون فيه صلاة التراويح في شهر رمضان هذه السنة
إرسال تعليق
أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...