السبت، 11 أغسطس 2012

رمضانيات (4): لقطات من سوق مغربي



     "  السوق مكتظ بالبائعين والزبناء و كأن الجميع قضى ليلته هنا "   لسان حال كل وافد جديد ظن أنه حضر باكرا ليغتنم الفرصة...

                  1 - عيب يا  وزارة الأوقاف 

 بين الفينة والأخرى و وسط أروقة مكتظة بالناس ، يظهر رجال فرادى و جماعات رافعين لا فتات أحد المساجد ، حاثين الناس بصوت عال على المساهمة في بنائه أو إتمامه .. مبادرة تجد صدى رحبا من الميسورين وكل ذوي الأيادي السخية الذين يساهمون طمعا في بيت في الجنة فعن  ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { : من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتا في الجنة . } رواه أحمد  .،. و لا يسع المرء إلا أن  يشد على أيدي هؤلاء الذين يجولون الأسواق و يقفون أمام أبواب المساجد في جل الصلوات أملا في الحصول على تبرعات  من المحسنين مضحين بوقتهم و جهدهم ، بل و بعرضهم إذ  يسمعهم البعض  أحيانا كلاما لن يرضوا سماعه حتى لو أرادوا تلك  النقود لحساباتهم الشخصية ،  .. و في المقابل يتساءل المرء هل يليق  بسمعة  وزارة الأوقاف المسؤولة عن بناء المساجد و هي من  أغنى الوزارات في الدولة  أن تستقيل من هذه المهمة و تحول المسجد  بهذا الشكل إلى " شحاذ "إ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟..

                                                               
                                              2- تتمة المهــــــزلة 

     يلقي كل مواطن غيور على دينه وقيم وطنه جام غضبه على قنواتنا العمومية التي تغرق مشاهديها في بحر مسلسلان تركية  و ميكسيكية  مدبلجة رديئة على مدار اليوم، تزيد الأسر تشتتا والأخلاق انحلالا ...و ما أن يدخل السوق ليقتني ملا بس جديدة حتى يجد تتمة المهزلة تنتظره هناك ، بشكل يبرز الأهداف التجارية  المقيتة لمن يمولون  تلك السخافات  ويفرضون مشاهدتها على عامة الناس ... فتجد أقمصه " خلود " و سراويل و قبعات و أحذية ووو...

                                                                                                                                           ا3 - البائع والزبون( 1) 
 - الزبون :كم ثمن هذا القميص ؟
- البائع : 80 دهما إنه من الخارج (ايطاليا )
- الزبون : شكرا (ويواصل طريقه.....
 - البائع : خذه ب 75 ...70...60 ....50.... أو خذ لك هذا إنه من كندا .....
- اختفى الزبون بين الناس  و لم يعد يسمع سمفونية البائع.....

                                                                                                                                        ا4 - البائع والزبون (2)
 الزبون : كم ثمن العنب سيدي ؟
البائع : 8 دراهم
 يتسلم الزبون كيسا بلاستيكيا لانتقاء أحسن  العناقيد فرحا بهذا الثمن المناسب مقارنة مع باعة آخرين ، بينما يضيف له البائع أخرى حسب ما اتفق ...يرفض الزبون الذي يبدو انه مسالم لأقصى الحدود و يضع الكيس و ينصرف، يغضب البائع فيسخر منه بصوت عالٍ و ينهال عليه  بأبشع النعوت والأوصاف .يمضي الزبون المسكين مستنكرا حامدا الله أن سلمت الجرة ...

                                                    
                                          وقاكم الله شر الأسواق و رزقكم خيرها و كل عام وانتم بخير


                        

2 التعليقات :

أسعد الله أوقاتك أستاذ محمد.
يبدو أنك اخترت مشاهد من الحياة اليومية وبالتحديد من الأسواق، بؤرة التوثر.
لدي تعليق على مسألة المساجد، فأنا أتفق معك في الطرح لكون وزارة غنية ومكلفة بالمساجد لا تقوم بمهمتها إلا حين تفرض قرارتها على بعض المساجد التي لم تنشيئها اصلا. كما ان بيت الله يجب أن ينشأ من مال فيه عزة وكرامة لا من مال جمعه الناس من الدورات المارطونية في الأسواق.. وكما تعلم أنه اختلط الحابل بالنابل، فهذه الطريقة في نظري تقلل من قيمة المسجد كمكان عبادة ومساحة يرتبط بها المسلم روحيا..

عشر مباركات أخي محمد.

@أبو حسام الدين
اهلا بك أبا حسام و شكرا لك على مرورك الطيب هذا ...فعلا اختلط الحابل بالنابل و المسؤولية ملقاة على عاتق الوزارة الوصية ....
تحياتي

إرسال تعليق

أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...