الأحد، 12 مايو 2013

" لَستُ على ما يُرَام ..."

   انهمك كالعادة في تلقي مكالمات الأطفال الصغار للإجابة على سؤال حلقة ذلك اليوم من برنامجه الإذاعي الصباحي ، إجابات  متشابهة تقرأ بعفوية موسومة ببراءة الأطفال ...
يبدأ الاتصال عادة باستفسار الطفل عن حالته، ليتلقى الإجابة المعتادة :" الحمد لله عمي " تلك العبارة التي تذكرني بذلك السلوك البديل الذي يحاول  بعض الآباء  من خلاله اليوم ، تربية أبنائهم على احترام  الأكبر منهم سنا  بعد أن قلت بل اندثرت هذه القيمة، بِحَثِّهم على مناداة الأكبر سنا إن كان ذكرا  ب " عمي"  و إن كانت أنثى ب " خالتي "....
و بعد مكالمات عدة جاءت مكالمة طفلة بصوت خافت ونبرة حزينة ...
كيف حالك ابنتي ...؟ (يذكر اسمها فهو يعرف اسمها من اتصالاتها المتكررة بالإذاعة على ما يبدو ) انتظر الإجابة المعتادة ليطلب منها قراءة إجابتها  كالمعتاد ، فإذا بالطفلة تجيبه : " لست على ما يرام عمي "... تفاجأ المذيع و سألها : ما بك ابنتي ...؟ منتظرا أن ترد :  مريضة عمي، فقدت عزيزا ، مشكل في المدرسة ، خلاق مع صديقتي.... فإذا بها تجيب :
" انا لست على ما يرام بسبب واقع الأمة اليوم "  و خاصة ما يجري في سوريا وفلسطين"
فاجأت الإجابة المذيع و بعثرت  أوراقه  فعجز لسانه عن مسايرة إيقاع كلمات الطفلة التي فاقت سنها بكثير ...
 أثنى على موقفها ببرودة ليطلب منها الإجابة ، لاشك أنه استحضر سلطة الرقيب ...

    سواء  أكان ذلك موقف الطفلة أم أوحي به لها ممن أعد لها الإجابة ، فإن موقفها اللافت هذا يدعونا للتساؤل كيف سيكون حال و مصير الأمة الإسلامية، لو استيقظنا يوما جميعا كمسلمين  و كان لكل منا  موقف هذه الطفلة  عن قناعة  راسخة " لست على ما يرام " ؟؟؟؟
    أترك لكم الإجابة و أقول بدوري" لست على ما يرام "....

4 التعليقات :

تلك هي الطامة الكبرى أننا لسنا على ما يرام، لكننا نتظاهر أننا على أحسن حال...
لو جاء جيل يحمل هما كمثل هذه الفتاة لتفاءلنا خيرا في المستقبل..
لك تحيتي سي محمد

مؤثر جدا أستاذي ... عجزت عن التعليق

لن اضيف جديدا كعادتى عندما اكون هنا بين كلماتك اخى محمد فبالطبع لسنا على ما يرام ولكن عزاؤنا فى هذا الجيل القادم الذى نحاول ان نربيه حتى يصير على ما يرام .
تحياتى اخونا الكريم

إرسال تعليق

أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...