الثلاثاء، 28 مايو 2013

يوم بلون الدم و طعم اللامبالاة (1)



 في هذه التدوينة سأحكي لكم قصة مواطن مغربي بسيط عاش يوما عصيبا بلون الدم و طعم اللامبالاة  ، و سأنقلها كما رواها لي لاعتقادي الراسخ أنها قصة مواطنين كثيرين يوميا ...

الزمان: 16 أبريل 2013
المكان : أكــــدز ، مستشفى سيدي احساين بورززات ....
" ... أدرت محرك السيارة حوالي الساعة السادسة صباحا ،فالوجهة اليوم مستشفى سيدي احساين بورززات لأجراء إحدى قريباتي  لتحليلات  للدم مرتبطة بالحمل ،وهو ما يستلزم  التواجد هناك مبكرا  قبل نفاد الأرقام المحددة لكل يوم حسب ما إفادة  الممرضة  المسؤولة قبل حوالي شهر ، بعد اعتذرت لي  بوصولي  متأخرا و قد نفد العدد المحدد في (30)..
      حوالي السابعة والنصف كنت  و قريبتي في طابور المنتظرين لموعد بداية الدوام على الساعة الثامنة والنصف ...كنت كما غيري حائرا في المكان الذي يجب الاصطفاف فيه ، بين من يقول امام باب المختبر و من يقول إنه الشباك المتواجد ببوابة المستشفى الخاص بتسليم المواعيد ، و ذاك حال كل من يلج المستشفى لأول مرة و خاصة الأميين فلا مرشد و لا دليل ...و قد كانت صورة المرأة التي يمسك بها أحد أقربائها -  تبدو عليه ملامح الرحل -  و هو يصيح : أين سأذهب أين سأذهب ؟ و لما لم يجد لسؤاله جوابا ، أشار إلى موطئ قدمي المرأة ..آه إلهي إنها  تنزف و تخلف وراءها نقط الدم ....  بعد ذلك  يعلو صوت نحيب امرأة سمراء تجاوزت الخمسين و مجموعة من النسوة يتجهن بها خارج المستشفى  ، و لا  أدري أهي وسيلة لاستدرار عطف الأطباء  أم أنها فقدت عزيزا ... و بعد حين طلب أحد الممرضين ممن يرغبون في إجراء تحاليل الدم المتعلقة بالحمل الالتحاق بالشباك لتسلم موعد ، و هو ما يعني أن أؤلئك النسوة  أضعن الوقت ، و سيكون عليهن أخذ دور متأخر فالطابور هناك طويل ...
    شرع في  تسليم المواعيد بعيد الثامنة والنصف  ، غاب النظام و تزاحم المرضى عند الكوة التي تطل منها الموظفة ، وضْعٌ لم تنفع  معه الالتماسات و المناشدات و خاصة من جانب النساء ...مرت دقائق و بدأ سبب الازدحام يتضح ، رغم أن الكل وضع وثيقة خاصة به الأول فالأول .. بين الفينة والاخرى يدخل شخص من الباب الخلفي و يتجهون نحو الموظفة وتضع له خاتما و تكتب شيئا ويغادر أمام  مرأى و مسمع الجميع ، و زاد الأمر فظاعة بدخول ممرضة وبيدها دفتر صحي و توجهها نحو الموظفة ...لم تغادر حتى ثارت ثائرة أحد المواطنين محتجا بقوة ، و كاد احتجاجه أن يتحول لعراك مع حارس الأمن الذي تقدم لمساعدة الموظفة من خلال النداء على الأسماء بصوت عال قبل أن يصبح جزء من المشكل ...تذكرت الوصلة الإشهارية المحذرة من الرشوة على القنوات المغربية و زاد يقيني مما كتبت يوما ، و تأسفت لحال كثير من المنتظرين والمنتظرات الذين بدلا من مساندة المحتج بدأ كل منهم يلتمس من حارس الأمن الاستمرار و عدم الاكتراث به ، صرخت في وجوههم من الواجب عليكم مساعدته فهو محق كيف تأخذون أماكنكم في هذا الطابور منذ السادسة والنصف و يأتي أحدهم الأن ليتسلم موعدا ، لكن لا حياة لمن تنادي تم امتصاص غضب المحتج و ربما انتبه أن استمرار احتجاجه قد تكون له عواقب وخيمة في غياب أي مساندة (تهمة إهانة موظف جاهزة)..... انتبه حارس الأمن لكلامي ف....يتبع

3 التعليقات :

يااااا كم أكره هذه الطابورات الخبيثة
مشهد يتكرر في كل المدن للأسف وفي كل الادارات والمصالح العمومية.
سأنتظر نهاية الحكاية الواقعية

دمت بخير

نسأل الله السلامة من الأمراض ومن اللجوء للتعامل مع أمثال هؤلاء، وأن يصلح أحوال بلادنا.
تقبل تحياتي...

إرسال تعليق

أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...