الثلاثاء، 5 يناير 2016

توحيد عتبة الانتقال بين الاسلاك التعليمية خطوة على الطريق لكن ....2





     قلنا في الجزء الأول من هذا الموضوع إن إجراء توحيد عتبات الانتقال بين الاسلاك خطوة مهمة في طريق الاصلاح لكنها غير كافية ، فقد جاء في المذكرة الوزارية 99*15 بشأن التنزيل الاولي للرؤية الاستراتيجية 2015-2030 من خلال نفعيل التدابير ذات الأولوية ،بخصوص التدبير الثاني المتعلق بعتبات الانتقال بين الاسلاك "يهدف هذا التدبير
الى الرفع التدريجي لعتبات الانتقال بين الاسلاك التعليمية و توحيدها في أفق موسم 2017/2018 في عتبة معيارية محددة في 8/10 في السلك الابتدائي و 10/20 في سلك الثانوي الاعدادي ،مع ضمان تحكم التلميذات و التلاميذ في التعلمات المدرسية الأساسية كشرط أساسي للنجاح  و ذلك من خلال تقديم الدعم الضروري و المناسب للتلميذات و التلاميذ المتعثرين تفعيلا لمبدإ الإنصاف في الولوج و التعميم و الجودة ."

ويهمنا قي هذه الفقرة أمران مهمان يمكن اعتبارهما صمام أمان نجاح هذا التدبير و تحقيقه للأهداف المرجوة منه وهما : التحكم في التعلمات الاساس شرط اساسي للنجاح ،  تقديم الدعم الضروري.... و تكمن أهميتهما في أن ربط النجاح بالتحكم في التعلمات الأساس  و التنصيص على الدعم التربوي سيمكن من تجاوز ظواهر مشينة ارتبطت بالتعليم المغربي في العقود الأخيرة : ضعف المستوى ، الهدر المدرسي ... ، إلا أن هذه المذكرة و لا المذكرة الوزارية رقم 104/15 بتاريخ 22 اكتوبر 2015   في شأن الوثيقة التأطيرية الخاصة بتفعيل تدبير عتبة الانتقال بين الأسلاك ، لم تحدد معايير التحكم ،كما أنه في الوقت الذي أوكلت فيه مهمة التشخيص و استثمار النتائج نهاية كل أسدوس و برمجة حصص الدعم للمؤسسة ، فإنها اعتبارا لظروف الاكتظاظ و نقص الأطر و قلة الحجرات في غالبية المؤسسات التعليمية...لم تحدد بوضوح من سيقوم بهذا الدعم اللازم لبلوغ المتعترين لنسبة التحكم المطلوبة و كيف ؟ إذ  تحدثت عن:

   " - حصر التلاميذ المتعثرين....

     - تشكيل أقسام خاصة بالدعم

     - برمجة حصص للدعم في المواد الأساسية... "3.5 مجال الدعم التربوي

    فهل سيعول فقط على تطوع السادة الأساتذة لإنجاز ساعات للدعم إضافة لحصصهم الرسمية كما هو معمول به الآن؟ و هذا ليس مضمونا في كل المؤسسات و كل  المواد ... أم أنه سيتم تضمين  جداول حصصهم  حصصا للدعم ؟ ، أم أنها ستعتبر حصصا إضافية يؤدى عنها ...؟؟؟ وتبرز التجربة الميدانية( اشتغال الأساتذة للحصة الأسبوعية كاملة ،الاكتظاظ ، غياب القاعات ...) ،أن اي حل غير دمج حصص الدعم في  جداول حصص كل استاذ مع تتبع حقيقي لإنجازها و نتائجها لن يجدي نفعا ... و سيظل معه اجترار التعثر واقعا فيصير توحيد العتبة مفرخا للمفصولين "الأميين "بوتيرة أكبر بكثير مما هي عليه الآن .

و الأمر نفسه بالنسبة لجعل التمكن من التعلمات الاساس  شرطا للنجاح إذ سيبقى السؤال هنا من سيحدد امتلاك تلك التعلمات و كيف ؟ هل بنفس طريقة إجراء الامتحانات الإشهادية حاليا أم ماذا ..؟ وهنا لا بد من الإشارة لضرورة  توحيد امتحانات نهاية السنة للانتقال بين المستويات على أن يشرف على امتحان القسم الاول مثلا أساتذة القسم الثاني و استاذ القسم الثالث على امتحان القسم الثاني ..و تعيين أساتذة حراسة امتحانات كل مؤسسة من مؤسسات أخرى ،مع توحيد مراكز التصحيح ،مع العمل على محاربة الغش  محاربة حقيقية و جذرية و الجد في مواجهة  المتدخلين فيها... 

يضاف إلى كل هذا : ضرورة إعادة النظر في طرق تنزيل  اشكال الدعم الاجتماعي الحالية على أهميتها وتنوعها و كذا تصحيح ما يصاحب ذلك من اختلالات ، بتكوين فرق أو خلايا محددة لأجرأتها و تتبع أثرها  أملا في استفادة من يستحقون ، بربطها بمدى عناية الأسرة بتربية الطفل و مساعدته على التعلم  و تتبعه مع الرفع من قيمتها بحسب وضعية الاسرة (تيسير ، الإطعام ،مليون محفظة ..)- ضرورة  تفعيل دور المراقبة التربوية بتكوين عدد أكبر من المراقبين التربويين لضمان التتبع و الاشراف  المنتظم على عمل السادة الاساتذة...

        - اضطلاع  الاسرة بدورها التربوي : إن حال التعليم اليوم يتطلب تعبئة شاملة و الأسرة هي المؤسسة التي يجب أن تضطلع بدورها على أحسن وجه ، فلا يمكن  أن ننتظر دائما تفوق بل مسايرة ايقاع التعلم من قبل متعلم استقالت اسرته من مهمة تربيته مهما كانت الظروف التي توفرها المؤسسة .... 

     و بدون هذه الإجراءات و غيرها فقد تحل 2030 دون أن تكون النتائج في مستوى التطلعات ، أو نجد أنفسنا  أمام تلاميذ ينتقلون بين الاسلاك بالمعدل المحدد 5/10 أو 10/20  لكن دون اكتساب  التلعمات الاساس .. 
                                       الاثنين 04 -01-2016

      

2 التعليقات :

إرسال تعليق

أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...