الأربعاء، 20 مارس 2013

رحلة من أكــدز إلى سيدي إفنـــي في صور (1).


   -1 صورة نقطة الانطلاق في اتجاه سيدي إفني عبر أكادير

 سمعت الكثير عن معاناة  الفرق الرياضية الوطنية و أزماتها المادية الناجمة عن ضعف الموارد وغياب الدعم ،رغم متابعتي غير المنتظمة لأخبار الرياضة، إلا أني لم أكن أتصور حجم معاناة مسيريها قبل هذه الرحلة ، فكلما ارتقى الفريق  ازدادت و ارتفعت  المصاريف  و ارتفاع المصاريف يعني العجز ، و خاصة في مثل حالة فرق المؤسسات التعليمية  التي تعاني من ضعف المداخيل المخصصة للرياضة...يقتضي المنطق أن تتكفل
المؤسسة التعليمية بفريقها ، حتى إذا صار بطلا إقليميا  تكفلت به النيابة ، لتتكفل به الأكاديمية إذا صار بطلا جهويا ، و هكذا ....إلا أن شيئا من هذا لا وجود له على أرض  الواقع ، اللهم منحة زهيدة لا تسمن و لا تغني من جوع ،  مما يضطر مؤسسة  لا تتعدى مداخيل جمعيتها الرياضية 5500 درهم مثلا لتعطي من دمها  ثمنا لتفوق وتأهل الفرق الممثلة لها  ، و هكذا كان على ثانوية مزكيطة الإعدادية التصرف لتمكين فريقها بطل نيابة زاكورة وجهة سوس ماسة درعة من تمثيلهما في بطولة ما بين الاكاديميات  بمدينة سيدي افني التي تبعد عن المؤسسة بحوالي 600 كلم ، في حين تكفلت النيابة بفريق " منتخب النيابة " ووفرت له كل الظروف  حسب القوانين المنظمة للألعاب الرياضية المدرسية ....وزادت التعقيدات الإدارية من تفاقم مشكل  قلة الموارد المادية ،من خلال رفض مندوبية وزارة النقل منح ترخيص لسيارة " النقل المزدوج " أو أي حافلة بدون "كْرِيمَة " في ملك جمعية أو جماعة ...و هو ما يعني سد أبواب الحصول على وسيلة نقل بمبلغ  في مستوى الإمكانيات المادية للمؤسسة  ، و من ثم اللجوء إلى وكالات الأسفار ، و هو ما يعني أن تكون في مستوى السياح الأجانب ماديا، ورغم كل ذلك تم توفير الحد الأدنى من متطلبات الرحلة بفضل تضحية و مساهمة أطراف عدة : إدارة المؤسسة و أساتذتها ، جمعية الآباء ، الجماعة القروية ... تفاديا لحرمان أولئك البراعم من فرصة  المشاركة ، التي تعتبر في حد ذاتها إنجازا تاريخيا لمؤسسة فتية و في منطقة نائية  ، ولم لا التأهل للأدوار النهائية



  ا2- صورة "  يقظة " الأمن


    الساعة تشير للعاشرة والنصف صباحا حافلة النقل السياحي المتعاقد معها والتي ستقل الفريق ومرافقيه   تصل المؤسسة ، يسوقها سي لحسن  الرجل الطيب البشوش ، غادرت المؤسسة لتتوقف بمركز أكدز  قبل انطلاق الرحلة   لدقائق  أمام ساحة السوق المغطى لوضع آخر اللمسات   ، دقائق كانت كافية لتحل سيارة الأمن الوحيدة " القواة المساعدة " بالمركز لتفقد المكان ومعرفة ما يحدث و ربما هوية المجموعة ووجهتها بشكل غير مباشر وتغادر بعد ذلك.. يقظة مطلوبة ، وحبذا لو استغلت لوضع حد لحالات السرقة  التي أزعجت راحة السكان الآمنين  في الآونة الأخيرة  .

3- صورة الطريق المحفرة :

انطلقت الرحلة وما أن قطعت الحافلة  كيلومترات كانت فيها الطريقة المعبدة في المستوى ، حتى بلغنا مقطعا امتد لكيلومترات كانت فيها الطريق مليئة بالحفر أشفقت خلالها على الحافلة الجديدة التي  لم تكمل شهرها الثاني بعد ولم يحلم يوما كثيرون منا أنهم سياسفرون يوما على متنها  ... و الغريب أن الطريق تمر  بمحاذاة أكبر منجم في المنطقة " منجم بوزار " و تعبرها يوميا آلياته الثقيلة :شاحنات كبيرة لنقل المعادن ،  سيارات ، حافلات نقل العمال ،  ..بل إنها زادته رداءة ، طريق تتحسن شيئا ما ببلوغ تزناخت حيث الطريق الوطنية رقم 10.....علما أنها صارت الطريق المفضلة لكل من يود اختصار الطريق نحو مدينة  آكادير دون المرور على ورززات  ، إذ تغنيه عن اجتياز جبال و منعرجات ايت ساون و تجعله يربح أكثر من 90 كيلومترا....

- صورة المدرسة المعزولة

في كل رحلة تأخذك إلى مناطق نائية أو تمر بها في مختلف مناطق وطننا الحبيب ، لا بد أن يشدك منظر مدرسة معزولة أو قسم يتيم  في مكان بعيد عن السكان، تطوقه الجبال حينا و الأشجار والأحراش حينا آخر  ،و إذا كان الأمر من جهة يدل على سعي الدولة لتقريب المدرسة من المواطنين المغاربة أينما كانوا مستقرين ورحلا ،  فإنه بالمقابل يشير إلى معاناة من سيتولون التدريس في هذه الظروف ، و التي من شأنها الحيلولة دون تحقيق هذه المدارس للأهداف المرصودة لها.....

5 - فصول أربعة في يوم واحد
غادرنا أكدز و الجو  مشمس  مع هبوب  رياح  قوية ، و ما أن تجاوزنا تزناخت بكيلومترات حتى بدأت السماء تتلبد بالغيوم ، و سرعان ما غطى الضباب الأفق و سار السائق يتلمس الطريق بصعوبة ، لتزداد و تختلط بقطرات  المطر بتالوين مركز " الذهب الأحمر "= الزعفران الحر ، مع انخفاض ملموس لدرجة الحرارة ، توقفنا لأكثر من نصف ساعة  في " أساكي " للاستراحة وتناول وجبة الغداء  لنواصل المسير ، و كلما ابتعدت بنا الحافلة   عن أساكي بدأت السماء  تصفو شيئا فشيئا لنصل أكادير بعد صلاة العصر في جو ربيعي مميز .....

6- شاطئ اكادير 
 بعد استراحة قصيرة و أداء صلاة العصر كان من الضروري مغادرة مكان إقامتنا الليلة بجوار ملعب الانبعاث ، و الاتجاه صوب شاطئ أكادير المميز ،فالمقاهي على جنباته توفر لرواده "الميسورين " الراحة والاستمتاع بجمال البحر ، والممر المبلط بشكل جميل على مسافة غير يسيرة يسمح لغيرهم  بالجلوس على جنباته أو المشي  و خاصة في الصيف  ، هناك حيث يظهر شعار المملكة ليلا على الهضبة  التي تشرف على الشاطئ  و كأنه معلق في سماء  " مارينا أكادير" التي وصفها  أحد الظرفاء بأنها مأوى من يتوسدون أكياس النقود ...  مارينا تجمع سكني حديث يفصل الشاطئ عن مرسى المدينة ،يتوسطها حوض مائي كبير ترسو به زوارق صغيرة للصيد ، و آخر يضم أسماكا كبيرة وكثيرة  تجلب انتباه الزوار.
... و يمكن اعتبار عماراتها شاهقة حسب تصنيف أكادير المتواجد في المنطقة المعرضة للزلازل    ومعلوم أنه بعد فاجعة زلزال أكادير 1960 لم يعد يسمح بتشييد عمارات شاهقة ، و أغلب البنايات بالمدينة من طابقين إلى ثلاثة... انتهت الجولة الليلية و قد أخذ العياء من الجميع مأخذه ليخلد الجميع للنوم بعد تناول وجبة العشاء.

7-  - النادل الظريف

   في صباح اليوم الموالي اصطحب المؤطرون أعضاء الفريق في جولة صباحية قادتهم إلى حي " تالبرجت " ليتوقفوا عند مسجد : محمد الخامس  و تناول وجبة الفطور بإحدى المحلات المجاورة ، كان صاحب المقهى ظريفا و متفهما متساهلا مع المجموعة إلى أقصى حد مكن  ، انتهى الجميع و غادروا المقهى مخلفين مؤطرين لتسديد الفاتورة ، طالبا صاحب المقهى بوصل " بون " ، و هنا كانت المفاجأة ، فبعد الاتقاق على المبلغ و بينما هم بتحرير الفاتورة سألهما كم سأتبث على الوصل ؟ (شْحَالْ غَانْديرْ فِيه)أجابه أحدهما على الفور : ما سندفعه لك ؟ (لِي غَانَعْطِيوْكْ ) ضحك النادل  الذي وقف  غير بعيد منهما  يتابع الموقف عن كثب في انتظار مسرحية جديدة على ما يبدو ، ضحكة فَهِمَا منها الكثير ...

8 - صورة "  أكادير افلا "

    لم نكن لنواصل المسير في اتجاه سيدي افني دون  تعريف البراعم  ببعض معالم مدينة أكادير فقد قالوا قديما " حجة وزيارة " فالمهمة ليست سهلة  ، وهذه فرصتهم و هم يزورون هذه المدينة لأول مرة ، قادتنا الجولة إلى : حديقة ابن زيدون التي لم يبق منها الا الاسم إذ أصبحت ملاذا للكلاب الضالة و بدت حالتها و كأنها مقدمة للإجهاز عليها  ، ثم وادي الطيور حديقة جميلة تضم أصنافا عدة من الطيور و الحيوانات محلية و أجنبية  و فضاءين للألعاب و شلالا اصطناعيا ...،ف  " أكادير أفلا  "  المتواجد على سطح الهضبة المطلة على الشاطئ  ، محطة أشرفوا من خلالها على خليج أكادير من الأعلى  قبل مغادرتها.



























يتبـــــــــع .....


16 التعليقات :

hhhh ri7la wa3era w zwina khossasan b tari9at l7Aky dialk khoya si mohmaed, ntoma be3da rah swelkom che7al ydir f bon de commande amma ana rah 3tani bon khawi ye7ssab lih wach ghadi nebghi ndir dakchi li bghit fih bach nakol le7ram, chi nass allah yehdihom hadchi li netmnaw lihom

رحلة جميلة رافقناك بها
وعشنا أجوائها..

لك وللصغار تحية خاصة

مقال رائع كأني سافرت معكم من خلال قراءته

في الحقيقة رحلة جميلة جدا وبكل المقايس (و حجة وزيارة هذه نيت هههه) مشكووووووووور أستاذ سي محمد على هذه التفاصيل وكأني سافرت معكم ,مسيرة موفقة لبراعم مزكيطة

@youssef alibouch
اهلا بك سي يوسف
التقطت الإشارة بشكل يتبث تجربتك الكبيرة في الميدان
شكرا جزيلا ...

@زينة زيدان
أنا سعيد بمراقتك أختي زينة
و أهلا وسهلا بك على أرض الواقع
تحياتي

@داود هيبة
أهلا بك سي داود
شكرا لهذا الرحلة المباركة التي جعلتك تشرف صدى كيسان
تحياتي .

@AIT KABIR Mohamed
بورك فيك سي محمد
و إن كنا لو كنتم إلى جانبنا في أكادير ...
تحياتي

رحلة موفقة، وجولة رائعة، واكتشافات كثيرة..
ستكون لي عودة للتركيز على الموضوع قريبا، واعذرني سي محمد للتأخر. لك مني محبة شامخة

@رشيد أمديون. أبو حسام الدين
مرحبا بك في كل وقت سي رشيد
أنا جد متفهم لظروفك
تحياتي

تحية عالية سي محمد على هذا المقال,فعلا مرافقتك لنا في هذه الرحلة اعطتنا دعما معنويا و جرعة زادت من عزيمتنا العودة بالفوز من بعييييييييييييييد................؟

تمنيت التواجد معكم ، أجواء و صور تشرح الصدر

تحياتي لك و للتلاميذ أستاذي

ستظل رحلة تاريخية لا تنسى .. فحتى لو لم تفز مزكيطة بالبطولة الوطنية فيكفيها فخرا أنها بلغت هذه المرحلة ورفعت لواء مزكيطة وزاكورة وسوس ماسة درعة .. تحية إجلال لكل من ساهم في صنع هذا الفوز ورافق اللاعبين وتكبد معاناة السفر ..

@حنان
شكرا جزيلا اختي حنان
في شهر أبريل سيكونون في سلا مرحبا بك
متفرجة مساندة ههه
تحياتي

@Soly Omar
صدقت سي عمر فيما قلت
وكانت الرحلة ستكون أروع بكثير لو سمحت الظروف لك بمرافقة المجموعة ,,,
في انتظار محطة سلا بإذن الله
تحياتي

كان ما كان مما لست أدكره فضن خيرا ولا تسأل عن الخبر
في الواقع المر يمكن إعتبار هده الرحلة مغامرة إنتهت بسلام فالحمد لله على كل حال لان السفر يعني وجود الضروف المواتية من كل الجوانب مادية كانت او معنوية بالاضافة إلى وسائل النقل المواتية في متل هده المناسبات وليس المغامرة بوسائل النقل البدائية خاصة في الطرق المغربية...

إرسال تعليق

أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...