شكل حصول التلميذ
النجيب أنوار عبادي على أعلى معدل في الباكالوريا 19.28 أهم حدث
لهذا الموسم الدراسي ،و ذلك لانحداره من أسرة فقيرة بزاوية سيدي اسماعيل نواحي
مدينة الجديدية ، و متابعته لدراسته في مدرسة عمومية فضلا عن عدم استفادته من أي
حصص إضافية " سوايع "..
و قد أثار الاحتفاء المحتشم بهذا التلميذ النجيب في وسائل الإعلام وغيرها مقارنة
مع ما خصص من استقبال ل " دنيا باطما " مثلا إثر تأهلها لنهاية مسابقة
غنائية عربية، ردود فعل
شخصيا لم أنتظر من القنوات العمومية أي احتفاء بهذا البطل الكبير ، و أظنها اضطرت
لتقديم ما قدمت لدر الرماد في العيون ،لأن شخصيته تناقض نموذج الشاب الذي تخطط و
تطبل له يوميا في برامجها،كيف لا وأنور شاب متدين مُلْتَحٍ - والله يتولى السرائر
- لخص برنامجه اليومي في " من المدرسة الدار ومن الدار للجامع
,,," و لم يذكر حرصه على متابعة مسلسل " خلود " ،و ما يقال
عن القنوات التلفزية يقال عن غيرها بمن فيهم عموم الناس الذين استهوتهم الأغاني
والأفلام و لم يعد للمتعلمين النجباء و العلماء البارزين في حساباتهم
نصيب من الاحتفاء ... و مهما يكن الأمر فإن حالة أنوار عبادي أثبتت :
- -
أن المدرسة العمومية رغم الضربات الموجعة التي تلقتها و تتلقاها لا زالت في
موقع الريادة وقادرة على العطاء أكثر متى توفرت الإرادة والعزيمة لدى المتعلمين ،
و توفرت أبسط الشروط الضرورية للعملية التعليمية التعيلمية من جهة الإدارة
والمدرسين...
- محدودية دور
الساعات الإضافية التي أصبحت عبئا ثقيلا على ميزانية الأسر المغربية متى كان
العرض التربوي بالمؤسسة في المستوى المطلوب..
- - أن التعلق بالله
وحده و اتباع طريقه المستقيم من أهم عوامل النجاح و التفوق في الدراسة والحياة
عامة ، بعيدا عن دعاوى التفسخ السلوكي والخلقي باسم الحرية حتى أصبح كثير من
التلاميذ (ة) يختزلون قيمة تواجدهم في المؤسسة في المظهر " ملبسا و حلاقة .."
فيما يشبه معرضا للأزياء...
- - أن " الجد
في الجد والحرمان في الكسل ".. وأن لعدم الإدمان على مشاهدة التلفاز و
خاصة المادة السينمائية الرديئة التي تقدمها القانتين المغربيتين اثر ايجابي
على النتائج المحصل عليه ...
- - أن التفوق
ليس حكرا على أبناء الأغنياء الذين توفر لهم كل الظروف و الإمكانيات ، و لا على
أبناء المدن الذين يدرسون ظروف أحسن من زملائهم في القرى....
إن صورة المواطن المتدين الناجح تلميذا مجتهدا أو بطلا رياضيا أو
طبيبا ناجحا أو أو ... هي الحقيقة التي غيبت الاحتفاء اللازم والمستحق من
قبل أنوار وغيره ممن سبقوه لرفع راية الوطن عاليا في تظاهرات عالمية ،دون أن
يقوم لهم كما يقام للمغنين و أشباه الفنانين من اتجاه معين ...، و هي الوصفة
التي غيبها قبلهم القيمون على إصلاح التعليم المغربي فالمناهج والمقررات مليئة
بصور المواطنين والتلاميذ في الشارع والبحر والسينما و الدكان و السوق ... إلا
المسجد ، وبكل أنواع الأزياء و الملابس إلا المرتبطة بالدين، اللهم بعض الصور
المحتشمة في مقررات التربية الإسلامية...إنها تفتقد صورة تلميذ ناجح
حسن السلوك و الهيئة متشبت و معتز بدينه و ثقافته، بعيد عن صيحات الموضة
الغربية " في المبلس و قصات الشعر و و.. " التي أسرت قلوب
الكثيرين فأبعدتهم عن الجد و المثابرة في التحصيل،صورة كفيلة بوضع حد
لعدد من الظواهر و السلوكات التي تنخر جسد المدرسة المغربية يوما بعد يوم
كالانحراف السلوكي والخلقي ، تعاطي المخدرات ، الغش...
أخيرا إن لم ترق صورة أنوار القيمين
على الدعاية الإعلامية في المغرب ، و لم تستحق اهتمامهم فإن الصورة وصلت رغم أنفهم
إلى عموم التلاميذ و الآباء بوسائل شتى كنموذج حي أصيل يقتدى به يوضح
بالملموس أن التميز و الشهرة ليسا حكرا على المتغربين المتنكرين لدينهم و ثقافتهم
و أشباه الفنانين ...
9 التعليقات :
مبروك لكل تلميذ نجيب رغم ظروفه القهرية .. سعدت بالتعرف عليه وعلى نجاحه الباهر تحياتي
بصراحة هي مفاجئة قوية جدا لكل المغاربة بشتى أصنافهم وتوجهاتهم وطبقاتهم، فهذا التلميذ النجيب استطاع كما قلت أن يكسر كل توقعاتنا، ويستحق أن يحتفى به بشكل يليق بمن تحدى الصعاب واعتمد على نفسه في ظروف صعبة جدا..
موضوع في الصميم أخي محمد.
شكرا لك أختي كريمة أنا سعيد بمرورك الطيب
أكيد أخي رشيد ما يحز في النفس ألا يحتفى به بالشكل اللازم ليقتدي به تلامذتنا الذين صار محبو قصات الشعر و الازياء قدوة لهم
بورك فيك أخي رشيد
السلام عليكم.. إن أردتكم مشاركتي في إعلانات جوجول أدسنس برجاء مراسلتي على niletrader@gmail.com
ليس أنور وحده من لم يحظى بالتغطية الاعلامية بسبب توجهه أو تدينه أو غيرها من الأمور، السنة الماضية كان الحاصل على أعلى معدل فتى من العائلات الميسورة يدرس بثانوية خاصة وله هوايات عديدة منها الموسيقى. ورغم ذلك لم يحصل على التغطية الاعلامية التي تناسب من مثله..
هي مسألة أولويات، والعلم لم يعد أولوية في بلادنا كما هو الشأن في العديد من البلدان التي تمجد العفن على حساب العلم.
أتفق معك أختي مغربية لكني هنا أتحدث بشكل عام عن تغييب الإعلام والدولة عامة لنموذج من النماذج الكفيلة بوضع حد لعدد من مشاكل شبابنا ومجتمعنا
تحياتي و شكرا لك
للأسف هذا هو حال المغرب و العرب كافة,الأشخاص الذين لا يستحقون التغطية الإعلامية و التهنئة نعطيهم قيمة أكثر من اللازم و العكس صحيح ,,
اللهم إجعل خيرا في أمتناو توفنا ونحن مسلمين hadchi li kayn
اكيد سي توفيق أهلا بك صديقا لصدى كيسان
إرسال تعليق
أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...