قال المفكر الإسلامي الكبيرمالك بن نبي "الأمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها ّ فهل آن أوان وفاة الأمة العربية؟؟
لا يختلف اثنان في وقتنا الراهن حول ضعف نسبة القراءة في صفوف المغاربة
والعرب و المسلمين عموما، مقارنة مع الدول الغربية حسب دراسات اليونسكو و مجموعة من المعاهد العالمية المختصة ، إذ أضحى الكتاب مهجورا قراءة، غير
مرغوب فيه شراء، بعد أن كان يوما خير أنيس وجليس ، فقد ورد في أحدها أن " معدل قراءة المواطن العربي سنويا ربع صفحة، في الوقت الذي تبين فيه أن معدل قراءة الأمريكي 11 كتابا، والبريطاني 7 كتب في العام..."، ومن عجائب الدنيا أن يكون هذا مصير الكتاب في أمة كانت أول أية نزلت على نبيها الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تحمل دعوة صريحة للقراءة وطلب العلم" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " 5سورة العلق
مرغوب فيه شراء، بعد أن كان يوما خير أنيس وجليس ، فقد ورد في أحدها أن " معدل قراءة المواطن العربي سنويا ربع صفحة، في الوقت الذي تبين فيه أن معدل قراءة الأمريكي 11 كتابا، والبريطاني 7 كتب في العام..."، ومن عجائب الدنيا أن يكون هذا مصير الكتاب في أمة كانت أول أية نزلت على نبيها الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تحمل دعوة صريحة للقراءة وطلب العلم" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " 5سورة العلق
وقد بلغ الأمر حدا لم يعد الصمت معه مقبولا مع تقدم وانتشاروسائل الاعلام والاتصال الحديثة على نطاق واسع،واستشعارا للخطر و جسامة المسؤولية تعددت في الآونة الأخيرة المبادرات الشبابية للتحسيس بأهمية
القراءة و دور الكتاب المحوري في تنمية الأمة ـ بمسميات عديدة ..،لقيت تجاوبا مهما ،و أعادت مسألة القراءة إلى
الواجهة .ولأن الرهان هو جعل القراءة سلوكا يوميا في البيت والمدرسة والشارع و قاعة الانتظار...فإن السبيل لذلك يكمن في معرفة أسباب هذا العزوف المنقطع النظير؟؟؟ لأن معرفة سبب الداء سبيل لمعالجته ...
لا شك أن الأسباب كثيرة ومتنوعة و منها ماهو تربوي
واقتصادي و اجتماعي و من أهمها :
1 -
قلة المكتبات العمومية في غالبية
المدن الكبرى منها والصغيرة و أحيائها الكثيرة الكفيلة بجعل الكتاب في متناول فئات
عريضة من المواطنين .. وكذا غياب مكتبات مدرسية تضع الكتاب بين أيدي
التلاميذ ، يشرف عليها قيمون لإرشاد هم ومساعدتهم ،..كما أن اغلب البيوت تفتقد لمكتبة منزلية توفر الحد
الأدنى من الكتب وتكسر
الحاجز النفسي بين الطفل والكتاب.، ذلك أن شراء كتاب من الكماليات وآخر ما يفكر في اقتنائه ..
2 - جاذبية وسائل الإعلام الحديثة والمرئية منها
على الخصوص لسهولة استقبال الصورة بآفل جهد مقارنة مع الكتاب الذي
يتطلب الاختيار وجهد القراءة والفهم .... فمع التورة الرقمية في مجال الإعلام صارت
الفضائيات تقدم منتوجا جذب إليه الكبار والصغار (رسوم متحركة ن أفلام ، مسلسلات ...) في ظل غياب أي رقابة تربوية لعدد منها.، وحتى الانترنت التي لا يمكن إنكار ايجابياتها، لا تتم الاستفادة منها كما يجب ، إذ تضع كثير من الاحصائيات و الاستطلاعات المواقع الإباحية والترفيهية في مقدمة الوجهات المفضلة لغالبية المتصفحين ...
3 - ضعف
الحالة المادية لغالبية المواطنين في مقابل ارتفاع أثمان الكتب و المجلات
المغربية مقارنة مثلا مع نظيرتها الخليجية ،ناهيك عن قلة الاصدارات الجديدة...
4 - الاكتفاء
بقراءة الجرائد والمجلات و تصفح المواقع الالكترونية بالنسبة للفئة التي تقرأ و إن كانت هي الأخرى قد تراجعت كثيرا في السنين الأخيرة مع تزايد أعداد مستعملي الانترنت و المواقع الإخبارية الالكترونية ...
5- تدجين وسائل الإعلام
للمراهقين والشباب وحصر اهتمامهم في تتبع أخبار الرياضة والفن ونجومهما وخاصة
كرة القدم، فأصبحت قهوته التي يصبح عليها ويمسي.، .في مقابل ندرة البرامج الثقافية و
المسابقات المشجعة على القراءة.
6 -غياب
التوجيه الصحيح من بعض المدرسين لتلامذتهم حيث يتم قبول مواضيعه مطبوعة من الانترنت دون التأكد
من قراءتها أو مطالبتهم بتلخيصها..مما يبعدهم عن الكتاب...
7 -التأخر الدراسي و غيره من المشاكل التي يتخبط
فيها التعليم المغربي والتي ساهمت بدور كبير في غربة الكتاب ، فكيف يقرأ كتاب من يواجه صعوبات جمة في القراءة؟
8 - غياب القدوة من جهة الآباء و المدرسين فالطفل الذي يصبح ويمسي على الكتاب بين يدي والديه أو أحدهما أو المدرس ،ينشأ متعلقا به والعكس بالعكس..
9 - تركيز الاختبارات و المباريات على حفظ واستظهار المقررات الدراسية ، وقلة الكتب المشوقة للقراءة بالنسبة
للفئات العمرية الأقل نضجا ...
10- الجهل بطرق القراءة الفعالة ،والكفيلة بتحبيب الكتاب للقارىء و جعله رفيقا له أينما حل وارتحل (البيت ،الحديقة ، القطار ،قاعة الانتظار... ماذا اقرا ومتى واين و كيف..؟
11 - قلة الحوافز والمسابقات التشجيعية ، في المدارس ودور الشباب و وسائل الإعلام ... ، و ندرة مبادرات نشر الكتب بأثمان مناسبة للسواد الأعظم من المواطنين..
ذ محمد ايت دمنات
""""""""""""""""
- نواة هذا الموضوع مداخلة شاركت بها في ندوة حول القراءة ، نظمتها جمعية ثقافية محلية نهاية الأسبوع الماضي.
11 - قلة الحوافز والمسابقات التشجيعية ، في المدارس ودور الشباب و وسائل الإعلام ... ، و ندرة مبادرات نشر الكتب بأثمان مناسبة للسواد الأعظم من المواطنين..
ذ محمد ايت دمنات
""""""""""""""""
- نواة هذا الموضوع مداخلة شاركت بها في ندوة حول القراءة ، نظمتها جمعية ثقافية محلية نهاية الأسبوع الماضي.
9 التعليقات :
لقد أحطت مشكورا أخي محمد بكل الأسباب، لدرجة
أنني بحثت عن سبب آخر فلم أجد غير ما سطرته، وهذا ينم
عن تمام الاهتمام والتركيز والحس الصحفي بالموضوع.
أعجبني توظيفك لعبارة التدجين.
مودتي
مساء سعيد أخي محمد.
موضوع الساعة وحديث الفترة، لماذا لا نقرأ، ماذا أصاب أمة اقرأ؟
أحطت الموضوع من جوانبه العديدة، تناولت المشكل وأسبابها، وطبعا معرفة الأسباب تومئ بمعرفة الحل. لكن الحل يبقى بأيدينا جمعا فهو سهل وبسيط. مشكلتنا الوحيدة أننا لا نحب الترقي، نرضى بما توفر لدينا وحتى إن بحثنا نبحث عن السهل الذي لن يكلفنا العناء، رغم أن العناء هو الذي كان في الأزمنة السالفة حين كان الكتاب نادرا والبحث عن المعلومة صعب، أما عصر انفجار الثقافة والمعلومات فقد انتكست فيه رغبتنا وحتى قدرتنا على البحث والقراءة.
لي ملاحظة فقط، وهي: لماذا لا نقارن معدل القراءة عندنا بمعدل القراءة عند السبقين من المسلمين، أقصد بعصر رجالات من الشخصيات الموسوعية، بدل أن نقارن أنفسنا بأمم أخرى من الغربيين..
تحية لك أستاذ محمد وبارك الله فيك على الموضوع القيم.
سي عبد العاطي:شكرا لك اخي على مرورك المتميز
مع احترامي وتقديري
سي رشيد : اصبت اخي رشيد فموضوع القراءة موضوع الساعة ويجب ان يكون كذلك..
بالنسبة للمقارنة فشباب اليوم لا يثق الا بما جاء من الغرب و بالتالي لا بد من العلاج بالصدمة؟؟؟
نقاط مهمة جدا تطرقت لها استاذ محمد
وليت الكثيرين يدركون هذا ..!
احترامي وتقديري
شكرا لك أختي هيفاء على مرورك الطيب
السلام عليك أستاذ محمد
مشكل القراءة يبدأ من داخل الاسرة أولا حيث يترعرع الطفل في سنواته الأولى، فلا يتعرف على معنى الكتب والحروف حتى سنته الاولى بالمدرسة، للأسف تظل علاقة الطفل مرهونة فقط بالكتب المدرسية وخارج الاطار المدرسي لا معنى للقراءة في قاموسه، ويكبر وتكبر تلك الهوة بينه وبين ثقافة القراءة..
وقد أشرت لكل هذا في مقالك
كلنا للأسف نساهم فيما نعانيه اليوم من عقول عربية جوفاء
الأمل في الأجيال القادمة، ربما نستطيع أن نصنع جيلا يقرأ
تحياتي أستاذ
أصبت أختي امال لذلك تحدثت عن غياب القدوة في الاسرة والمدرسة
بورك فيك
السلام عليكم
موضوعكم شيق و احاط بالعديد من المشاكل التي تحولنا عن القراءة وتلميحا لبعض الحلول ، لكن هناك مشكل سيظل قائما ما لم تعي الجيهات المسؤولة أنها الراعي الرئيس لهده المعضلة ، هب أن الاسرة والمدرسة والنخبة وووو أبدت الرغبة في الإنخراط في هدا الورش ... هل من معقول أن تظل معارض الكتاب محصورة في مدن الواجهة دون الحديث عن الندوات والبرامج التوعوية والتحسيسية تحت أضواء الإشعاع البهرجي المتلفز والمناسباتية تحت شعارت متعددة منها # مغرب الحضارات و الثقافات # ناهيكم عن سعر الكتاب ومحدودية انتشاره بربوع الوطن . بينما في السبعينات كنا نستطيع اقتناء الكتاب من الخزانة المدرسية والمكتبات و الجوطية ولدى بائعي الحمص وبمقدورنا استبدالها بثمن بخس 20سنتيم ، وفي متناولنا جميع انواع الكتب بجميع اللغات منها الشيوعية والاسلامية ووووو حتى المصورة ombrax-kiwi- أين نحن من كل هدا؟ رحم الله اساتدتنا القدماء كان همهم الوحيد أن نتعلم مع اعتماد القراء النقدية الشخصية لما نطالعه زيــــــــــــــد على دلك
شكرا لك اخي على مرورك النوعي هذا شرفت صدى كيسان
و أهلا بك صديقا دائما
تحياتي
إرسال تعليق
أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...