.
بعد أدائي لصلاة الصبح اليوم سألت الله ان ينعم على والدتي بالصحة والعافية وعلى كل المسلمين ، فاليوم يوم الجمعة و ما أدراك ما يوم الجمعة، إثر ذلك عدت للنوم ... وما إن بدأت أشعة الشمس تعم الكون بنورها الوضاء حتى فوجئت
بطرق شديد للباب مصحوب بهدير سيارة ..استيقظت
على عجل و كذلك زوجتي ..نظرت من النافذة فإذا به زوج أختي الكبرى ، و السيارةالحمراء الوحيدة التي تقل الناس إلى بلدتي تقف غير بعيد عن
باب المنزل...فتحت الباب وسألته بعد تحية خاطفة عما جاء به،
و إن كان في وجهه شاهد من الخبر، أجابني بصوت خافت : خير إن شاء الله الحاج ( يقصد والدي ) يدعوك للحضور حالا والدتك لا تريد تناول الدواء ...أعدت السؤال طلبا للحقيقة فأكد إجابته ... جمعنا بعض حاجياتنا بسرعة ،فلا بد ان وراء المجيئ في هذا الوقت المبكر و هذه الدعوة الغريبة خطب جلل ، انطلقت السيارة بسرعة البرق ، و بدأت أفكر في كل شيء أضع احتمالا و أسحب آخر ...
و إن كان في وجهه شاهد من الخبر، أجابني بصوت خافت : خير إن شاء الله الحاج ( يقصد والدي ) يدعوك للحضور حالا والدتك لا تريد تناول الدواء ...أعدت السؤال طلبا للحقيقة فأكد إجابته ... جمعنا بعض حاجياتنا بسرعة ،فلا بد ان وراء المجيئ في هذا الوقت المبكر و هذه الدعوة الغريبة خطب جلل ، انطلقت السيارة بسرعة البرق ، و بدأت أفكر في كل شيء أضع احتمالا و أسحب آخر ...
....عزمت بالأمس الذي يصادف السوق الأسبوعي ، على الذهاب لزيارة والدتي و الاطمئنان على حالتها الصحية بعد مغادرة
العمل و اقتناء حاجيات أسرتي الصغيرة
من السوق ... لكن تراجعت بعد أن حمل إلي أخي من الأخبار ما أثلج صدري ، إذ أخبرني بأنها قامت صباحا
لأداء صلاة الصبح و أعدت بنفسها ماء الوضوء و تنقلت في بيتنا المترامي الأطراف دون مساعدة أحد ...اطمأن قلبي و حمدت الله كثيرا ، ... صاحبتها قبل ثلاثة أيام
برفقة خالتي لزيارة الطبيب ذائع الصيت بمستشفى
زاكورة ... تمكنا بشق الأنفس من ولوج مكتبه نظرا للازدحام الشديد ، أجرى لها
كشفا حرر على إثره
وصفة طبية طلب مني الحرص على استعمالها بشكل دقيق و الاتصال به عند كل جديد دون أن يحدد لي المرض...كان المرض يزورها بين الفينة والأخرى، فقد
نحف جسمها و اعتل من آثار سنين من العمل المضني إلى جانب والدي الذي كان وحيدا ، في سبيل تربيتنا
و توفير كل ظروف
الحياة الكريمة لي و لأخوتي وكذا و متابعتي للدراسة بعيدا عن البلدة منذ نيلي
لشهادة نهاية الدروس الابتدائية .....لكن مرضها هذه المرة مختلف كثيرا ..دعواتها المثيرة تنهال علي باستمرار ، وعلى زوجتي
الحامل في الشهر السابع بعد كل خدمة تقدمها لها ... مكثت بيننا يومي
الاثنين والثلاثاء لتغادرنا زوال الأربعاء بعد تحسن طفيف لحالتها ، في اتجاه البلدة
لطمأنة باقي إخوتي و أقاربي فوسائل النقل نادرة ولا هاتف ...
نقصت سرعة السيارة بعد أن قطعت الكيلومترات المعبدة من الطريق ، سالت دموعي دون إستئذان ...كانت عيناي
على الطريق وأذناي على كل حديث جانبي علني أقع على خيط يفك لغز هذه الدعوة العاجلة الغريبة ، زاد الصمت المخيم على السيارة من شكوكي ، و باقترابنا من البلدة كنت أحقق في اتجاه
سير المارة وخاصة النساء ولباسهن ...فيكفي أن أرى
نسوة راجلات متلحفات السواد يسرن في اتجاه الشرق لينكشف المستور ...عادت بي ذاكرتي و لا أدري لماذا ، لإلحاح والدتي
الدائم منذ سنوات على زواجي فهي لا تريد الموت كما تقول دائما قبل ان تزوجني وتنعم بمناغاة أبنائي
وذلك : لمرضها المتكرر
و لأني ابنها الأكبر ولحاجتها لمن يساعدها في أشغال البيت كقريناتها ... استعذ تبالله من الشيطان الرجيم
... اقتربت السيارة من البيت ولا اثر لما جال بخاطري ... نزلت من السيارة والتمست من السائق الانتظار لنقلها للمستوصف إن اقتضى الأمر ،و اتجهت نحو البيت
مسرعا ، و ما إن
ولجته حتى رأيت الحزن جاثما على جنباته ، الأقارب الذين امتلأ بهم فناؤه كأن على رؤوسهم الطير ، قصدت غرفة الجلوس التي وُجِّهْت لها و إذا بأمي ممددة و إلى جانبهاوالدي يمسك بيده إبريق ماءـ مرددا الشهادتين محاطا بجل أفراد الأسرة ذكورا
وإناثا و الصمت
يطبق على المكان ، قبلتها و ظلت عيناها مصوبتين نحوي فبكيت دون شعور ، طلبت نقلها على وجه السرعة للمستشفى لكن أحدهم ربت على كتفي وطلب مني
الجلوس هامسا في أذني لقد قمتَ بالواجب ... اجلس و اقرأ ما تيسر لك من آي الذكر الحكيم . خارت قواي و وجثمت على ركبتي إلى جانبها كان الوقت حوالي الساعة
السابعة والربع ، ولم تمر إلا دقائق معدودة حتى لمحت والدي يسدل الغطاء الشفاف على وجهها و قد غلبته الدموع " البركة فيكم أبنائي "...بسرعة البرق امتلأ البيت عن الآخر، كانت وفاتها
صدمة قوية لنا و مفاجِئة لغيرنا فهي لم تبلغ الخمسين بعد ....
إنا لله وإنا إليه راجعون ، رحم الله أمي وأسكنها فسيح جناته وجميع أمهات المسلمين ...لقد رحلت و لم تقطف بعد ثمرات ما غرسته ، أسأل الله أن يجازيها عني خير الجزاء ...آميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
الجمعة 01 يونيو 2001
26 التعليقات :
أعتذر لكل من اعتقد بداية أن الأمر حدث وقع اليوم ...فقد حلت اليوم الذكرى الحادية عشرة لانتقال والدتي إلى عفو الله ..وبالصدفة فقد صادفت نفس اليوم "الجمعة 01 يونيو "
لا أرى الله أحدا منكم مكروها في حبيب ، و رحم كل موتى المسلمين
أخي محمد بداية رحم الله والدتك وأسكنها فسيح جناته، ورزقها جوار المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأنا أقرأ أزمعت أن أتصل بك لأعزيك ظانا أن الحدث وقع هذا الصباح، لكن تنبيهك في التعليق أفهمني أن الأمر منذ إحدى عشرة سنة.
لكن فعلا توافق 01 يونيو بنفس مع الجمعة يجعلك تتذكر كل التفاصيل.
رحمها الله، وبارك الله فيك وفي أولادك.
رحم الله والدتك وأسكنها فسيح جناته
وإنا لله وإنا له راجعون
ذكرى مؤلمة جدا وأتت كلماتك تصف الحزن كأن الحدث وقع فعلا للتو
ألهمك الله الصبر على فراقها
أكثر من الدعاء لها أخي
وأجرى الصدقات لأجل روحها
فأنت بمثابة صدقة جارية لها
" ابن بار يدعو لك "
فكن ذاك الابن
ولا تحرمها وموتى المسلمين من دعائك
اللهم ارحم موتى المسلمين
وتقبلهم في جنانك
اللهم آمين
السلام عليكم...
رحم الله والدتك وأسكنها فسيح جناته..
أزلت بتعليقك لبسا عند كل من قرأ التدوينة، فقد ظننت أنها قد توفيت صباح اليوم.
اللهم ارحمها ووالدينا أجمعين وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة وألحقنا بهم جميعا على خير...
تقبل تحياتي..
رحمها الله و أسكنها فسيح جناته ..
منذ شهر .. كنت أتذكر ذلك اليوم و جراحي لم تشفى بعد .
يعلم الله أن هذه الذكرى صعبة لكني أعلم أيضا أن فراق الأم أمر ألف مرة من فراق أي شخص أخر مهما كان غاليا .
دعاؤك لها صدقة جارية ..
متأكدة أنها عند الله و كلها فخر أنها ربت رجلا مثلك ..
السلام عليكم
بالطبع لم اعتقد ابدا ان الوالدة قد توفيت اليوم ( مستحيل ) ان يكون الامر كذلك ويستطيع انسان بهذا الحس المرهف ان يتمكن من امساك قلمه ويخط حرف واحد ليعبر عن احزانه
وبسرعة بحثت فى باقى التدوينة عن تنويه والحمد لله وجدته بنهاية البوست ( فهى الذكرى السنوية ) رحمها الله وغفر لها
لكن تمر السنين والاعوام ويظل الالم ينمو بداخلنا لفقدان الحبيبة الام لا اتصور ابدا كيف يكون حالى لو كان اجلها قبل اجلى فهى كل شىء بالنسبة لى خاصة فى فترات علاجى فهى من ساندتنى وواستنى الى الان ولم ارى بجوارى اقرب منها ولن يكون اسأل الله ان يجفظها لى ويبارك فى عمرها وعملها
رحم الله الوالدة اخى الفاضل و اسأله تعالى ان يعوضك عن حنانها فى زوجتك واولادك ان شاء الله
البقاء لله وحده وصبرك الرحمن الرحيم
دمت بكل خير
تحياتى لك
رحم الله والدتك واسكنها فسيح جناته
ورحم والدتي وجمعني بها في جناته ..
هي ايضا توفيت متأثرة بمرضها
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واغفر لهم
تدوينة مؤثرة جدا وحزينة ودقيقة الملامح ..
ابدعت في سرد الحدث حتى اثرت حزنا شديدا في قلوبنا
تحياتي
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
ومن علامات حسن الخاتمة ورضا الرحمان أن تركت رحمها
الله في الدنيا ابنا بارا يتذكرها ويترحم عليها.
تحياتي وتقديري
شكرا لك اخي رشيد لقد فكرت فيك بالضبط و في اخوة آخرين لم تلدهم لي امي رحمها الله ،لذلك ادرجت التعليق لعلمي أنكم لن تنتبهوا للتاريخ اسفل التدوينة....فعلا الصدفة لعبت لعبتها
لا اراك الله مكروها اخي
جزاك الله خيرا اختي اسال الله ان يوفقني لذلك ولأن أرد لها قليلا من جميلها دعوات وصدقات ...
لا أراك الله مكروها أختي
شكرا أخي فقد لعبت صدفة اليوم والشهر لعبتها لتشاركوني وانتم اخوة لي لم تلدهم لي رحمها الله حزني عليها
لا أراك الله مكروها...
الله يرحمها
البركة فراسك خويا محمد
الصراحة بكيت رغم انني لا اعرفها
ياربي ارحمها و اغفر لها و اجعلها مع الشهداء و الصالحين
الله يرحمه
إن لله وإن إليه راجعون
رحمها الله وأسكنها الفردوس الأعلى وجعلك الله إبنا بارا بها حتى بعد وفاتها
وإن مرت ألاف السنين فلن تتغير مكانة الأم في قلوبنا
بارك الله فيك أستاذ محمد وأعزك
كان الله في عوننا جميعا أختي و لا نقول الا مايرضي ربنا
إنالله وإنا إليه راجعون
شكرا لك على مشاعرك الطيبة
صدقت أختي الفاضلة ليلى ..فراق الوالدة أعز من يحن علينا و قرة أعيننا ليس بالامر الهين لتفكر في كتابة شيء بله التعبير وترتيب الافكار....
رحمها الله و جميع موتى المسلمين و نسأل الله العوض ..وبارك لك في عمر والدتك ورزقها الصحة والعافية...آمين
شكرا لك أختي
رحم الله والدتك أيضا أختي وغفر لها وأسكنها فسيح جناته...
بورك فيك اخي عبد العاطي
و حفظ لك والديك وبارك في عمرهما
لآمين يارب
لا أراك الله مكروها أختي سناء
شكرا لك على مشاعرك النبيلة
شكرا لك أختي إيمان
طبعا فراق الأم يخلف فراغا لا يحس به إلا من ابتلي به و يصعب ملؤه ولو بعد سنين عديدة
لا أراك الله مكروها...
بورك فيكم جميعا إخوتي الكرام
تأكدت اليوم أن لي إخوة كُثرا لم تخلفهم أمي رحمهاالله
دامت أخوتنا في الله...
تحياتي وتقديري
سامحك الله اخى محمد
فقد جددت على الاحزان فالذكرى السنوية لوفاة امى على الابواب ولم يمر على وفاة ابى اربعون يوما بعد.
وقد هاجمتنى مشاعر الفراق لما كتبت وحلقت بعيناى سحب الدموع ولكن ليس لنا الا كما وصانا رسولنا وجاء فى قرآننا " انا لله وانا اليه راجعون "
اللهم ارحم امهاتنا وابائنا جميعا وسائر اموات المسلمين
جزاكم الله خيرا على الموضوع
آمين ،طبعا أخي لا يسعنا الا أن نقول ما وصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم...
رحم الله والديك أخي العزيز ،فعلا من الصدف أن أول زيارة لي لمدونتك تزامنت مع ذاك الحدث الأليم وتأثرت و حزنت كثيرا...
اللهم ارحم واغفر لأمهاتننا و آبائنا و جميع موتى المسلمين .آمين
تعيش و تفتكر يا أخى
"وولد صالح يدعو له" هذا من القليل الذى يبقى لنا بعد أن نغادر هذه الدنيا و أثق أنك هذا الولد الصالح
رحم ألله والدتك رحمة واسعة
شكرا لك أختي شهرزاد
لا أراك الله مكروها في محبوب
كنت اتمنى ان يكون اول لقاء لى هنا من خلال ظرف سعيد ولكن شاء الاقدار ان ادخل فى هذه المناسبه
البقاء لله وما يبقى لها فى الدنيا الا دعاءك فادعو لها وهى الان ان شاء الل فى جنة الفردوس
تحيه لك اخى على مدونتك الرائعه وعلى اسلوبك الاروع
تحياتى ابوداود
فعلا أخي الكريم
بارك الله فيك ووقاك من كل مكروه
أسأل الله لها ولجميع موتى المسلمين الرحمة والمغفرة
مرحبا بك أخي الكريم
إرسال تعليق
أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...