الجمعة، 6 أبريل 2012

يــــوم عصيـــــــب

         استيقظت كعادتي مبكرا و بدأت الاستعداد للتوجه للعمل  بجد ونشاط .... وأنا أعد ملابسي قبل أن أتناول إفطاري  افتقدت محفظتي - بصطام - حيث وثائقي  الشخصية (بطاقة التعريف الوطنية، بطاقة بنكية ...) بحثت في كل مكان في البيت بمعية زوجتي  فلم أجد لها أثرا ... ...
      استعدت شريط الأمس علي أجد خيطا يدلني عليها أو على الأمكنة المحتمل أن أخلفها فيها   .. آخر عهدي بها كان أمس حوالي الساعة السادسة والنصف مساء حين أديت ثمن البنزين الذي زودت به سيارتي قبل التوجه مسرعا لاجتماع عاجل ...
      توجهت على عجل نحو السيارة  و لم أجد شيئا ، أدرت المحرك  دون إجراءات تفقد أجهزتها كالمعتاد و اتجهت بسرعة البرق نحو محطة البنزين ،ربما أخطأت الجيب هناك عقب الأداء فسقطت أرضا ...وجدت العامل نفسه سألته فأكد أنه لم يعثر على شيء ...اتجهت صوب مكان الاجتماع فتلقيت  الرد نفسه  ...
     عدت وبدأت استرجع  سيناريو ضياع محفظتي قبل  أقل من شهرين و مسلسل انتظاري لبريد قد يحمل إلي الوثائق على الأقل دون ان يأتي، قررت إثرها  ألا أحمل معي  بطائقي الشخصية  مجتمعة يوما ، و ألا أحمل معي  قدرا كبيرا من النقود ما لم يكن ذلك لغرض التسوق ، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين...  لكنني للأسف  لم أفعل ، أين المحفظة التي  ضمت نفس وثائق سابقتها بل و نفس المبلغ المالي...؟؟ كثيرون أكدوا لي أن سبب عدم توصلي بالوثائق الضائعة سلفا كان احتواء المحفظة على نقود....
      أمر غريب و محير حقا لا زلت لم أحصل بعد على كل الوثائق التي ضاعت قبل شهرين  ، تمالكت نفسي و اعتصمت بالحوقلة و التسبيح " لا اله إلا أنت سبحانك إني من الظالمين "
     اتجهت للعمل كاظما غيظي ... سمع الحاج الذي توقفت لأقله إلى السوق همهماتي  وبدأ يسبح هو الأخر ..كنت على موعد مع بائع هواتف نقالة استلمت منه هاتفا لتجريبه ، توقفت لإعادته إليه رغم إعجابي به ، لم يعد هناك متسع لهاتف ولا لغيره وأنا متابع برحلة المساطر الإدارية مجددا من البنك ، المقدم ،  الباشوية ، سرية الدرك الملكي ... قررت هذه المرة ألا أخبر أحدا مهما خانتني ملامح وجهي ، فالإخبار لم يجد نفعا قبيل شهرين بل زاد معاناتي فكلما بدأت |أنسى ذكرني  أحد الأصدقاء الأوفياء...حتى كرهت السؤال " هل من جديد ؟ "
      وصلت العمل محتسبا أمري إلى الله ، فقد ضاعت المحفظة الأولى لأن الجيب  كان صغيرا و و....أما اليوم ؟؟ لا شيء من ذلك المهم ضاعت المحفظة بما فيها المبلغ المالي الذي كلفك أحد أصدقائك بإيصاله لشخص آخر  أين وكيف ؟ الله أعلم  رغم أن الأمكنة والمسافة محدودة و محددة...قضاء وقدر إذن وكفى ، تذكرت قوله صلى الله عليه وسلم " إذا أحب الله عبدا ابتلاه " فدعوت الله في قرارات نفسي و عبر الفايسبوك أن أكون ممن أحبهم الله دون أن يثير ذلك انتباه كثير من  الأصدقاء ... وقعت أحداث غير عادية في العمل زادت من حدة توتري و انزعاجي اللذين حاولت  جاهدا إخفاءهما ...

     عدت من العمل وقد صارت علامات الحيرة والتوتر فوق الكتمان ،  تجاهلت أسئلة مرافقي الضمنية ، فحالتي لم تكن على أحسن ما يرام  ، دخلت السوق و أنا في حاجة إلى أشياء كثيرة وخرجت بالقليل ، تفاديت سؤالا من وحي فراسة والد ي  سيصعب علي عدم الإجابة عنه بصراحة  ،فلا شك أنه سيتأثر أكثر مني ... فلطالما نبهني لانعكاسات انشغالاتي الكثيرة  ...
     غادرت السوق ولم أنس معاودة المرور على مكان الاجتماع على أسر بجديد هناك لكن لا جديد ، تمنيت أن ألج مرآب السيارة و أجد المحفظة مرمية من أحد هم ، و لو بدون نقود كما تمنيت  كل يوم منذ ضاعت المحفظة الأولى دون جدوى ،عدت  إلى البيت  بين الخيبة و المرارة على أمل أن  أفاجأ بخبر سعيد رغم استبعادي لذلك فلو كان لاتصلوا بي هاتفيا في الحال  ...دخلت  فبادرتني زوجتي : هل من جديد ؟....و ضعت مقتنياتي القليلة على الطاولة وحاولت استقبال صغيرتي كما هي العادة ...
آه ..  لولا ثقتي بالله  لقلت إن في الأمر شيئا ما ، غير معقول محفظتين بنفس المحتويات في أقل من شهرين ؟
سلمت أمري لله سبحانه ، غيرت ملابسي لأخذ قسط من الراحة قبل أن أبدأ رحلة الإجراءات  الإدارية من جديد ...
و قبل أن أتمدد على السرير قررت أن أعيد البحث ولو في أماكن يستحيل تواجدها فيها... رغم أن ملامح البيت توحي بأن زوجتي قلبته رأسا على عقب في غيبتي، فتحت درجا يضم أوراقا كثيرة لأفاجأ بالمحفظة بين الأوراق من وضعها هناك و كيف ؟ تنفست الصعداء  و معي زوجتي ، سجدت لله شكرا...
      بعد تحريات عدة اتضح أن سبب  ذلك هو  البحث عن هاتف قديم في الدرج استلزم إخراج كل محتوياته ووضعها فوقه حيث توجد المحفظة ،و حين أعيدت المحتويات إلى الدرج كانت بينها المحفظة ..
و يا له من صباح عصيب ....إنه حقا ابتلاء  وتنبيه ، والحمد لله على كل حال...

                                                                                                                                                
                                                                 الخميس 5 ابريل 2012

10 التعليقات :

شعرت بالرعب أيضا من ضياع المحفظة
الحمد لله على وجودها ولو في مكان لم يكن متوقعا :)

شكرا لك سناء ما أرعبني كما قلت أني فقدتها قبل أقل من شهرين و لازلت لم أحصل على بعض الوثائق الضائعة
الحمد لله

أعلم كم هو متعب أن تعيد استخراج الأوراق الادارية مرة أخرى/ وخاصة بطاقة التعريف وو.. أما النقود فيخلفها الله.
لكن الحمد لله، أن الأمر لم يستدعي ذلك. والحمد لله أن المحفظة لم تضع.
ولكن رد بالك أسي محمد :)

شكرا سي رشيد كثرة الانشغالات تفقد المرء تركيزه في حالات كثيرة فلا ينتبه إلا وقد أضاع شيئا
نسأل الله اللطف

الحمد لله اللطيف المنان حبذا لو تثرون المنتدى بموضوعات أكثر أهمية

شكرا لك أخي على مرورك الطيب وملاحظتكالوجيهة ،،،
يبدو أنه ليس لديك أخي فكرة عن التدوين ،فالمواضيع في المدونات تنشر بمدى أهميتها عند المدون بالدرجة الأولى و أرجو أن يجد القاريء الكريم في هذه التجربة ما يفيده,,,
وشكرا مجددا

كان يوما عصيبا حقا .. و الحمد لله على حسن الخاتمة ..

كان يوما عصيبا حقا .. و الحمد لله على حسن الخاتمة ..

شكرا لك سي عمر و قد كنت أحد أبطال الواقعة دون شعور ههه

إرسال تعليق

أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...