الثلاثاء، 17 أبريل 2012

نهاية وردة


     تقف بِالْكَادِ مُستندة إلى عمود كهربائي إسمنتي نهاية الشارع المؤدي إلى قلب المدينة، تَسْتُر جسدَها المتَرَهِّلَ أسمالٌ باليةٌ ، شَعثاء شاردة ، تجاعيد وجهها الشاحب تُوحي بسنوات عمرها الخمسين، تتفحص وجوه المارة كَمَنْ يبحث عن عزيز اختفى فجأة ،بينما تتحاشاها أعينهم بين مُشفق و لا مُبَالٍ و مُتشَفٍّ ..،
مر بجانبها الحاج أحمد الذي يتذكر يوم حلت بالبلدة شابة تبسمت لها الحياة ، وكيف استأجرت بيتا بثمن مرتفع في زقاق ضيق صار في وقت وجيز مَحَجّا لمن استحلوا الحرام شيبا وشبابا ليلا ونهارا ،وكان قد دعاها للتوبة مرارا بحكم ترددها على دكانه الوحيد في الحي دون جدوى ،مد يده لجيب سترته الفضفاضة ليضع في يدها شيئا تلقته بالشكر والامتنان، وتمتم متحسرا " لا حول ولا قوة إلا بالله ،إن الله يُمْهِل و لا يُهْمِل "...طالت وقفتها دون ان يلتفت إليها أحد ممن استفرغوا الوُسْعَ يوما ليحظوا برضاها ،كفكفت دموعها إذ لم يَعُد  الندم يجدي نفعا، قمعت وردة بقايا الأنفة فيها، ورفعت عينيها إلى السماء منكسرة ومدت يدها  وهي تقول "شْكُونْ لِّي يَعْطِيني شِي بَرَكَة الله ارْحَمْ الْوَالِدِينْ "....
  قصة قصيرة

8 التعليقات :

للأسف نهاية حتمية: التسول أو الجنون، إن لم تبادر بتوبة عاجلة في ربيع الشباب.
قصة تعرض مشهدا من الواقع كما هو، دون تجميل.
تحية لك سي محمد

انها حقا تعبير عن صور واقعية يتفطر لها قلبي كلما صادفتها و ارجو ان تتعظ كل فتاة معجبة بنفسها
شكرا لك اخي رشيد

السلام عليكم..
مع دخولي الأول إلى هنا.. سعدت جدا بقراءة قصتك الجميلة، وشعرت بمدى جمال اختيارك للألفاظ..
أتشرف بالانضمام إلى متابعي مدونتك الرائعة..
تقبل تحياتي..

شكرا لك اخي بهاو مرحبا بك في صدى كبسان و ارجو ان تجد فيها ما يفيدك (لم تسجل انضمامك بعد هههه)
مع تحياتي

سامحني على الخطأ غير المقصود..
تم تدارك الخطأ..

بارك الله فيك ....لا مشكل مرحبا بك اخي

كانت نهايتها يوم بدايتها في طريقها ذاك

مثال مكرر لشابات و شباب كثر

الله ير بالجميع

مررت من هنا

وكان مرورك مميزا اختي بورك فيك و هدى جميع شاباتنا لما فيه صالحهن

إرسال تعليق

أخي القارىء أختي القارئة تعليقك على الموضوع دعما أو نقدا يشرفنا فلا تتردد في التعليق عليه ...